|
|
صفحة: 8
فأما الروح التي في النبات فإنها يسيرة فيها غلظ وكثافة و هي مع ذلك مستغرقة كامنة فيه لغلظها وغلظ جسد النبات فلم يقدر على ا ( ركة لغلظه و غلظ روحه . والروح التحركة ألطف من الروح الكامنة كثيرا وذلك أن التحركة لها قبول الغذاء والتنقل والتنفس وليس للكامنة غير قبول الغذاء وحده . ول تري إذا قيست بالروح ا ( ية إل كالرض عند الاء . كذلك النبات عند ا ( يوان فالعمل في ا ( يوان أعلى وأرفع وأهون وأيسر . فينبغي للعاقل إذا عرف ذلك أن ي-رب ما كان سهل ويترك ما يخشى فيه عسرا . واعلم أن ا ( يوان عند ا ( كماء ينقسم أقساما من المهات التي هي الطبائع وا ( ديثة التي هي الواليد وهذا معروف متيسر الفهم فلذلك قسمت ا ( كماء العناصر والواليد أقساما حية وأقساما ميتة ف-علوا كل متحرك فاعل حيا وكل ساكن مفعول ميتا . وقسموا ذلك في جميع الشياء وفي الجساد الذائبة وفي العقاقير العدنية فسموا كل شيء يذوب في النار ويطير ويشتعل حيا وما كان على خلف ذلك سموه ميتا فأما ا ( يوان والنبات فسموا كل ما انفصل منها طبائع أربعا حيا وما لم ينفصل سموه ميتا ثم إنهم طلبوا جميع القسام ا ( ية . فلم ي-دوا لوفق هذه الصناعة ما ينفصل فصول أربعة ظاهرة للعيان ولم ي-دوا غير ا ر- ) الذي في ا ( يوان فبحثوا عن جنسه حتى عرفوه وأخذوه ودبروه فتكيف لهم منه الذي أرادوا . وقد يتكيف مثل هذا في العادن والنبات . بعد جمع العقاقير وخلطها ثم تفصل بعد ذلك . فأما النبات فمنه ما ينفصل ببعض هذه الفصول مقل الشنان وأما العادن ففيها أجساد وأرواح وأنفاس إذا مزجت ودبرت كان منها ما له تأثير . وقد دبرنا كل ذلك فكان ا ( يوان منها أعلى وأرفع وتدبيره أسهل وأيسر . فينبغي لك أن تعلم ما هو ا ر- ) الوجود في ا ( يوان وطريق وجوده . إنا بينا أن ا ( يوان أرفع الواليد وكذا ما تركب منه فهو ألطف منه كالنبات من الرض . وإنا كان النبات ألطف من الرض لنه إنا يكون من جوهره الصافي وجسده اللطيف فوجب له بذلك اللطافة والرقة . وكذا هذا ا ر- ) ا ( يواني بنزلة النبات في التراب . وبالملة فإنه ليس في ا ( يوان شيء ينفصل طبائع أربعا غيره فافهم هذا القول فإنة ل يكاد يخفى إل على جاهل بي الهالة ومن ل عقل له . فقد أخبرتك ماهية هذا ا ر- ) وأعلمتك جنسه وأنا أبي لك وجوه تدابيره حتى يكمل الذي شرطناه على أنفسنا من النصاف إن شاء الله سبحانه . التدبير على بركة الله خذ ا ر- ) الكري فأودعه القرعة والنبيق وفصل طبائعه الربع التي هي النار والهواء والرض والاء و هي السد والصبغ فإذا عزلت الاء عن التراب والهواء عن النار فارفع كل واحد في إنائه على حدة وخذ الهابط أسفل الناء وهو الثفل فاغسله بالنار ا ( ارة حتى تذهب النار عنه سواده ويزول غلظه وجفاؤه وبيضه
|
مطاح
|
|