|
|
صفحة: 6
أصبر على النار من الكبريت والزئبق وغيرهما من الرواح فأقول إن الجساد قد كانت أرواحا في بدنها فلما أصابها حر الكيان قلبها أجسادا لزجة غليظة فلم تقدر النار على أكلها لفراط غلظها وتلزجها . فإذا أفرطت النار عليها صيرتها أرواحا كما كانت أول خلقها . وإن تلك الرواح اللطيفة إذا أصابتها النار أبقت ولم تقدر على البقاء عليها فينبغي لك أن تعلم ما صير الجساد في هذه ا ( الة وصير الرواح في هذا ا ( ال فهو أجل ما تعرفه . أقول إنا أبقت تلك الرواح لشتعالها ولطافتها . وإنا اشتعلت لكثرة رطوبتها ولن النار إذا أحست بالرطوبة تعلقت بها لنها هوائية تشاكل النار ول تزال تغتذي بها إلى أن تفنى . وكذلك الجساد إذا أحست بوصول النار إليها لقلة تلزجها وغلظها وإنا صارت تلك الجساد ل تشتعل لنها مركبة من أرض وماء صابر على النار فلطيفه متحد بكثيفه لطول الطبخ اللي الازج للشياء . وذلك أن كل متلش إنا يتلشى بالنار لفارقة لطيفه من كثيفه ودخول بعضه في بعض على غير التحليل والوافقة فصار ذلك النضمام والتداخل م-اورة ل مازجة فسهل بذلك افتراقهما كالاء و الدهن وما أشبههما . وإنا وصفت ذلك لتستدل به على تركيب الطبائع وتقابلها فإذا علمت ذلك علما شافيا فقد أخذت حظك منها . وينبغي لك أن تعلم أن الخلط التي هي طبائع هذه الصناعة موافقة بعضها لبعض مفصلة من جوهر واحد ي-معها نظام واحد بتدبير واحد ل يدخل عليه غريب في الزء منه ول في الكل كما قال الفيلسوف : إنك إذا أحكمت تدبير الطبائع وتآليفها ولم تدخل عليها غريبا فقد أحكمت ما أردت إحكامه وقوامه إذ الطبيعة واحدة ل غريب فيها فمن أدخل عليها غريبا فقد زا / عنها ووقع في ا ) طأ . واعلم أن هذه الطبيعة إذا حل لها جسد من قرائنها على ما ينبغي في ا ( ل حتى يشاكلها في الرقة واللطافة انبسطت فيه وجرت معه حيثما جرى لن الجساد ما دامت غليظة جافية ل تنبسط ول تتزاوج وحل الجساد ل يكون بغير الرواح فافهم هداك الله هذا القول . واعلم هداك الله أن هذا ا ( ل في جسد ا ( يوان هو ا ( ق الذي ل يضمحل ول ينقص وهو الذي يقلب الطبائع ويسكها و يظهر لها ألوانا وأزهارا ع-يبة . وليس كل جسد يحل خلف هذا هو ا ( ل التام لنة مخالف للحياة ، فإنا حله با يوافقه ويدفع عنه حرق النار ، حتى يزول عن الغلظ و تنقلب الطبائع عن حالتها إلى ما لها أن تنقلب من اللطافة والغلظ . فإذا بلغت الجساد نهايتها من التحليل والتلطيف ظهرت لها هنالك قوة تسك وتغوص وتقلب وتنفذ وكل عمل ل يرى له مصداق في أوله فل خير فيه . واعلم أن البارد من الطبائع هو ييبس الشياء ويعقد رطوبتها وا ( ار منها يظهر رطوبتها ويعقد يبسها وإنا أفردت ا ( ر والبرد لنهما فاعلن والرطوبة
|
مطاح
|
|