|
|
صفحة: 5
ين-ح و لم يظفر بخير أبدا . وينبغي لك أن تعلم هل يكن أن يستعان عليه بغيره أو يكتفى به وحده وهل هو واحد في البتداء أو شاركه غيره فصار في التدبير واحدا فسمي ح-را . وينبغي لك أن تعلم كيفية عمله و كمية أوزانه وأزمانه و كيف تركيب الروح فيه وإدخال النفس عليه؟ وهل تقدر النار على تفصيلها منه بعد تركيبها ؟ فإن لم تقدر فلي علة و ما السبب الوجب لذلك؟ فان هذا هو الطلوب فافهم . واعلم أن الفلسفة كلها مدحت النفس وزعمت أنها الدبرة لل-سد وا ( املة له والدافعة عنه والفاعلة فيه . وذلك أن السد إذا خرجت النفس منه مات وبرد فلم يقدر على ا ( ركة والمتناع من غيره لنه ل حياة فيه ول نور . وإنا ذكرت السد والنفس لن هذه الصفات شبيهة ب-سد النسان الذي تركيبه على الغذاء و العشاء وقوامه وتامه بالنفس ا ( ية النورانية التي بها يفعل العظائم و الشياء القابلة التي ل يقدر عليها غيرها بالقوة ا ( ية التي فيها . وإنا انفعل النسان لختلف تركيب طبائعه ولو اتفقت طبائعه لسلمت من العراض والتضاد ولم تقدر النفس على ا ) روج من بدنه ولكان خالدا باقيا . فسبحان مدبر الشياء تعالى . واعلم أن الطبائع التي يحدث عنها هذا العمل كيفية دافعة في البتداء فيضية محتاجة إلى النتهاء وليس لها إذا صارت في هذا ا ( د أن تستحيل إلى ما منه تركبت كما قلناه آنفا في النسان لن طبائع هذا الوهر قد لزم بعضها بعضا وصارت شيئا واحدا شبيها بالنفس في قوتها وفعلها وبالسد في تركيبه وم-سته بعد أن كانت طبائع مفردة بأعيانها . فيا ع-با من أفاعيل الطبائع إن القوة للضعيف الذي يقوى على تفصيل الشياء وتركيبها وتامها فلذلك قلت قوي وضعيف . وإنا وقع التعبير والفناء في التركيب الول للختلف وعدم ذلك في الثاني للتفاق . وقد قال بعض الولي التفصيل و التقطيع في هذا العمل حياة وبقاء والتركيب موت وفناء . وهذا الكلم دقيق العنى لن ا ( كيم أراد بقوله حياة وبقاء خروجه من العدم إلى الوجود لنه ما دام على تركيبه الول فهو فان ل محالة ، فإذا ركب التركيب الثاني عدم الفناء . والتركيب الثاني ل يكون إل بعد التفصيل والتقطيع فإذا التفصيل والتقطيع في هذا العمل خاصة . فإذا بقي السد اللول انبسط فيه لعدم الصورة لنه قد صار في السد بنزلة النفس التي ل صورة لها وذلك أنه ل وزن له فيه وسترى ذلك إن شاء الله تعالى وقد ينبغي لك أن تعلم أن اختلط اللطيف باللطيف أهون من اختلط الغليظ وإنا أريد بذلك التشاكل في الرواح والجساد لن الشياء تتصل بأشكالها . وذكرت لك ذلك لتعلم أن العمل أوفق وأيسر من الطبائع اللطائف الروحانية منها من الغليظة السمانية . وقد يتصور في العقل أن الح-ار أقوى و أصبر على النار من الرواح كما ترى أن الذهب وا ( ديد والنحاس
|
مطاح
|
|