|
|
صفحة: 78
القامة العراقية حدثنا عيسى بن هشام قال : طفت الفاق ، حتى بلغت العراق ، وتصفحت دواوين الشعراء ، حتى ظننتني لم أبق في القوس منزع ظفر ، وأحلتني بغداد فبينما أنا على الشط إذ عن لي فتى في أطمار ، يسأل الناس ويحرمونه ، فأع-بتني فصاحته ، فقمت إليه أسأله عن أصله وداره ، فقال : أنا عبسي الصل إسكندري الدار ، فقلت : ما هذا اللسان؟ ومن أين هذا البيان؟ فقال : من العلم ، رضت صعابه؟ وخضت بحاره ، فقلت : بأي العلوم تتحلى؟ فقال : لي في كل كنانة سهم فأيها تسن؟ فقلت : الشعر : فقال : هل قالت العرب بيتا ل يكن حله؟ وهل نظمت مدحا لم يعرف أهله؟ وهل لها بيت سمج وضعه ، وحسن قطعه؟ وأي بيت ل يرقأ دمعه؟ وأي بيت يثقل وقعه؟ وأي بيت يشج عرضه ويأسو ضربه؟ وأي بيت يعظم وعيده ويصغر خطبه؟ وأي بيت هو أكثر رمل من يبرين؟ وأي بيت هو كأسنان الظلوم ، والنشار الثلوم؟ وأي بيت يسرك أوله ويسوءك آخره؟ وأي بيت يصفعك باطنه ، ويخدعك ظاهره؟ وأي بيت ل يخلق سامعه ، حتى تذكر جوامعه؟ وأي بيت ل يكن لسه؟ وأي بيت يسهل عكسه؟ وأي بيت هو أطول من مثله ، وكأنـه ليس من أهله؟ وأي بيت هو مهي بحرف ، ورهي
|
|
|