|
|
صفحة: 137
فدون فيه أحكام الورع والقتداء ثم بي آداب القوم وسننهم وشرح اصطلحاتهم في عباراتهم وصار علم التصوف في اللة علما مدونا بعد أن كانت الطريقة عبادة فقط وكانت أحكامها إنا تتلقى من صدور الرجال كما وقع في سائر العلوم التي دونت بالكتاب من التفسير وا ( ديث والفقه والصول وغير ذلك . ثم إن هذه ال-اهدة و ا ) لوة والذكر يتبعها غالبا كشف ح-اب ا ( س والطلع على عوالم من أمر الله ليس لصاحب ا ( س إدراك شيء منها . والروح من تلك العوالم . وسبب هذا الكشف أن . الروح إذا رجع في ا ( س الظاهر إلى الباطن ضعفت أحوال ا ( س وقويت أحوال الروح و غلب سلطانه وتدد نشؤه أعان على ذلك الذكر فإنه كالغذاء لتنمية الروح ول يزال في نو وتزيد إلى أن يصير شهودا بعد أن كان علما . ويكشف ح-اب ا ( س ، ويتم وجود النفس التي لها من ذاتها . وهو عي الدراك . فيتعرض حينئذ للمواهب الربانية والعلوم اللدنية والفتح اللهي وتقرب ذاته في تقيق حقيقتها من الفق العلى أفق اللئكة . وهذا الكشف كثيرا ما يعرض لهل ال-اهدة فيدركون من حقائق الوجود مال يدرك سواهم وكذلك يدركون كثيرا من الواقعات قبل وقوعها ويتصرفون بهممهم وقوى نفوسهم في الوجودات السفلية وتصير طوع إرادتهم . فالعظماء منهم ل يعتبرون هذا الكشف ول يتصرفون ول يخبرون عن حقيقة شيء لم يؤمروا بالتكلم فيه بل يعدون ما يقع لهم من ذلك محنة ويتعوذون منة إذا هاجمهم . وقد كان الصحابة على مثل هذه ال-اهدة وكان حظهم من هذه الكرامات أوفر ا ( ظوظ لكنهم لم يقع لهم بها عناية . وفي فضائل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي كثير منها . وتبعهم في ذلك أهل الطريقة من اشتملت رسالة القشيري على ذكرهم ومن تبع طريقتهم من بعدهم . ثم إن قوما من التأخرين انصرفت عنايتهم إلى كشف ا - ) اب والكلم في الدارك التي وراءه واختلفت طرق الرياضة عنهم في ذلك باختلف تعليمهم في إماتة القوى ا ( سية وتغذية الروح العاقل بالذكر حتى يحصل للنفس إدراكها الذي لها من ذاتها بتمام نشوتها وتغذيتها فإذا حصل ذلك زعموا أن الوجود قد انحصر في مداركها حينئذ وأنهم كشفوا ذوات الوجود و تصوروا حقائقها كلها من العرش ثم إلى الطش . هكذا قال الغزالي رحمه الله في كتاب الحياء بعد أن ذكر صورة الرياضة . ثم إن هذا الكشف ل يكون صحيحا كامل عندهم إل إذا كان ناشئا عن الستقامة لن الكشف قد يحصل لصاحب الوع وا ) لوة و إن لم يكن هناك استقامة كالسحرة وغيرهم من الرتاضي . وليس مرادنا إل الكشف الناشئ عن الستقامة ومثاله أن الرآة الصقيلة إذا كانت محدبة أو مقعرة وحوذي بها جهة الرئي فإنه يتشكل فيه معوجا على غير صورته . وإن كانت مسطحة تشكل فيها الرئي
|
مطاح
|
|