|
|
صفحة: 133
فإن الكلم عليهم هنا أشد من الكلم في النوم ، لن هذا التنزيل طبيعة واحدة كما قررناه ، فيكون على هذا حقيقة الوحي والرؤيا من النبي واحدة في يقينها و حقيقتها . وليست كذلك على ما علمت من رؤيا النبي › قبل الوحي ستة أشهر وأنها كانت بدة الوحي ومقدمته . ويشعر ذلك بأنه رؤية في ا ( قيقة . وكذلك حال الوحي في نفسه فقد كان يصعب عليه ويقاسي منه شدة كما هي في الصحيح . حتى كان القرآن يتنزل عليه آيات مقطعات . وبعد ذلك نزل عليه براءة في غزوة تبوك جملة واحدة ، وهو يسير على ناقته . فلو كان ذلك من تنزل الفكر إلى ا ) يال فقط ، ومن ا ) يال إلى ا ( س الشترك ، لم يكن بي هذه ا ( الت فرق . وأما الطور الرابع ، وهو طور الموات في برزخهم الذي أوله القبر . وهم م-ردون عن البدن . أو في بعثتهم عندما يرجعون إلى الجسام . فمداركهم ا ( سية موجودة ، فيرى اليت في قبره اللكان يسألنه . ويرى مقعده من النة أو النار بعيني رأسه ، ويرى شهود النازة ويسمع كلمهم وخفق نعالهم في النصراف عنه ، و يسمع ما يذكرونه به من التوحيد أو من تقرير الشهادتي ، وغير ذلك . وفي الصحيح أن رسول الله › وقف على قليب بدر وفيه قتلى الشركي من قريش ، وناداهم بأسمائهم ، فقال عمر : يا رسول الله ! أتكلم هؤلء اليف؟ فقال : › والذي نفسي بيده ، ما أنتم بأسمع منهم لا أقول . ثم في البعثة يوم القيامة يعاينون بأسمائهم وأبصارهم كما كانوا يعاينون في ا ( ياة من نعيم النة على مراتبه وعذاب النار على مراتبه ، ويرون اللئكة ويرون ربهم ، كما ورد في الصحيح : إنكم ترون ربكم يوم القيامة ، كالقمر ليلة البدر ل تضامون في رؤيته . وهذه الدارك لم تكن لهم في . ا ( ياة الدنيا وهي حسية مثلها . وتقع في الوارح بالعلم الضروري الذي يخلقه الله كما قلناه . وسر هذا أن تعلم أن النفس النسانية هي تنشأ بالبدن وبداركه ، فإذا فارقت البدن بنوم أو بوت أو صار النبي حالة الوحي من الدارك البشرية إلى الدارك اللكية ، فقد استصبحت ما كان معها من الدارك البشرية م-ردة عن الوارح ، فيدرك بها في ذلك الطور أي إدراك شاءت منها ، أرفع من إدراكها ، وهي في السد . قاله الغزالي رحمه الله ، وزاد على ذلك أن النفس النسانية صورة تبقى لها . بعد الفارقة فيها العينان والذنان وسائر الوارح الدركة أمثال لها ، كان في البدن وصورا . وأنا أقول : إنا يشير بذلك إلى اللكات ا ( اصلة من تصريف هذه الوارح في بدنها زيادة على الدراك . فإذا تفطنت لهذا كله علمت أن هذه الدارك موجودة في الطوار الربعة لكن ليس على ما كانت في ا ( ياة الدنيا ، وإنا هي تختلف بالقوة والضعف بحسب ما يعرض لها من الحوال . ويشير التكلمون إلى ذلك إشارة م-ملة بأن
|
مطاح
|
|