|
|
صفحة: 85
الوثوق بأخبارهم بعلم ما ي-ب العمل بقتضاه من ذلك ، وهذه هي علوم ا ( ديث . ثم ل بد في استنباط هذه الحكام من أصولها من وجه قانوني يفيد العلم بكيفية هذا الستنباط وهذا هو أصول الفقه . وبعد هذا تصل الثمرة بعرفة أحكام الله تعالى في أفعال الكلفي وهذا هو الفقه . ثم أن التكاليف منها بدني ، ومنها قلبي ، وهو الختص باليان وما ي-ب أن يعتقد ما ل يعتقد . وهذه هي العقائد اليانية في الذات والصفات وأمور ا ( شر والنعيم والعذاب والقدر . وا - ) اج عن هذه بالدلة العقلية هو علم الكلم . ثم النظر في القرآن وا ( ديث ل بد أن تتقدمه العلوم اللسانية لنه متوقف عليها وهي أصناف . فمنها علم اللغة وعلم النحو وعلم البيان وعلم الداب حسبما نتكلم عليها . و هذه العلوم النقلية كلها مختصة باللة السلمية وأهلها وإن كانت كل ملة على الملة ل بد فيها من مثل ذلك فهي مشاركة لها في النس البعيد من حيث أنها العلوم الشرعية النزلة من عند الله تعالى على صاحب الشريعة البلغ لها . وأما على ا ) صوص فمباينة لميع اللل لنها ناسخة لها . وكل ما قبلها من علوم اللل فمه-ورة والنظر فيها محظور . فقد نهى الشرع عن النظر في الكتب النزلة غير القرآن . قال : › ل تصدقوا أهل الكتاب ول تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل علينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ورأى النبي › في يد عمر › ورقة من التوراة فغضب حتى تبي الغضب في وجهه ثم قال : ألم آتكم بها بيضاء نقية؟ والله لو كان موسى حيا ما وسعه إل أتباعي . ثم إن هذه العلوم الشرعية قد نفقت أسواقها في هذه اللة با ل مزيد عليه وانتهت فيها مدارك الناظرين إلى الغاية التي ل شيء فوقها وهذبت الصطلحات ورتبت الفنون ف-اءت من وراء الغاية في ا ( سن والتنميق . وكان لكل فن رجال يرجع إليهم فيه وأوضاع يستفاد منها التعليم . واختص الشرق من ذلك والغرب با هو مشهور منها حسبما نذكره الن عند تعديد هذه الفنون . وقد كسدت لهذا العهد أسواق العلم بالغرب لتناقص العمران فيه وانقطاع سند العلم والتعليم كما قدمناه في الفصل قبله . وما أدري ما فعل الله بالشرق والظن به نفاق العلم فيه واتصال التعليم في العلوم وفي سائر الصنائع الضرورية و الكمالية لكثرة عمرانه وا ( ضارة ووجود العانة لطالب العلم بالراية من الوقاف التي اتسعت بها أرزاقهم . والله سبحانه وتعالى هو الفعال لا يريد وبيده التوفيق والعانة .
|
مطاح
|
|