|
|
صفحة: 197
أن كثيرا من العامة يتحامى غرس النارن بالدور تطيرا به . وليس الراد ذلك ول أنه خاصية في النارن وإنا معناه أن البساتي وإجراء الياه هو من توابع ا ( ضارة . ثم أن النارن واللية والسرو وأمثال ذلك ما ل طعم فيه ول منفعة هو من غاية ا ( ضارة إذ ل يقصد بها في البساتي إل أشكالها فقط ول تغرس إل بعد التفن في مذاهب الترف . وهذا هو الطور الذي يخشى معه هلك الصر وخرابه كما قلناه . ولقد قيل مثل ذلك في الدفلى وهو من هذا الباب إذ الدفلى ل يقصد بها إل تلون البساتي بنورها ما بي أحمر وأبيض وهو من مذاهب الترف . ومن مفاسد ا ( ضارة النهماك في الشهوات والسترسال فيها لكثرة الترف فيقع التفن في شهوات البطن من الآكل واللذ والشارب وطيبها . ويتبع ذلك التفن في شهوات الفرج بأنواع الناكح من الزنا واللواط ، فيفضي ذلك إلى فساد النوع . إما بواسطة اختلط النساب كما في الزنا ، في-هل كل واحد ابنه ، إذ هو لغير رشدة ، لن الياه مختلطة في الرحام ، فتفقد الشفقة الطبيعية على البني والقيام عليهم فيهلكون ، ويؤدي ذلك إلى انقطاع النوع ، أو يكون فساد النوع بغير واسطة ، كما في اللواط الؤدي إلى عدم النسل رأسا وهو أشد في فساد النوع . والزنا يؤدي إلى عدم ما يوجد منه . ولذلك كان مذهب مالك رحمه الله في اللواط أظهر من مذهب غيره ، ودل على أنه أبصر بقاصد الشريعة واعتبارها للمصالح . فافهم ذلك واعتبر به أن غاية العمران هي ا ( ضارة والترف وأنه إذا بلغ غايته انقلب إلى الفساد وأخذ في الهرم كالعمار الطبيعية للحيوانات . بل نقول إن الخلق ا ( اصلة من ا ( ضارة والترف هي عي الفساد لن النسان إنا هو إنسان باقتداره على جلب منافعه و دفع مضاره واستقامة خلقه للسعي في ذلك . وا ( ضري ل يقدر على مباشرته حاجاته أما ع-زا لا حصل له من الدعة أو ترفا لا حصل من الربي في النعيم والترف وكل المرين ذميم . وكذلك ل يقدر على دفع الضار واستقامة خلقه للسعي في ذلك . وا ( ضري با قد فقد من خلق النسان بالترف والنعيم في قهر التأديب والتعلم فهو بذلك عيال على ا ( امية التي تدافع عنه . ثم هو فاسد أيضا غالبا با فسدت منه العوائد و طاعتها في ما تلونت به النفس من مكانتها كما قررناه إل في القل النادر . وإذا فسد النسان في قدرته على أخلقه ودينه فقد فسدت إنسانيته وصار مسخا على ا ( قيقة . وبهذا العتبار كان الذين يتقربون من جند السلطان إلى البداوة وا ) شونة أنفع من الذين يتربون على ا ( ضارة وخلقها . موجودون في كل دولة . فقد تبي أن ا ( ضارة هي سن الوقوف لعمر العالم في العمران والدولة والله سبحانه وتعالى كل يوم هو في شأن ل يشغله شأن عن شأن .
|
مطاح
|
|