|
|
صفحة: 185
الصنائع والعمال أيضا في المصار الوفورة العمران فسبب الغلء فيها أمور ثلثة : الول كثرة ا ( اجة لكان الترف في الصر بكثرة عمرانه ، والثاني اعتزاز أهل العمال ) دمتهم وامتهان أنفسهم لسهولة العاش في الدينة بكثرة أقواتها ، والثالث كثرة الترفي وكثرة حاجاتهم إلى امتهان غيرهم وإلى استعمال الصناع في مهنهم فيبذلون في ذلك لهل العمال أكثر من قيمة أعمالهم مزاحمة ومنافسة في الستئثار بها فيغتر العمال والصناع وأهل ا ( رف وتغلو أعمالهم وتكثر نفقات أهل الصر في ذلك . وأما المصار الصغيرة والقليلة الساكن فأقواتهم قليلة لقلة العمل فيها وما يتوقعونه لصغر مصرهم من عدم القوت فيتمسكون با يحصل منه في أيديهم ويحتكرونه في فيعز وجوده لديهم ويغلو ثمنه على مستامه . وأما مرافقهم فل تدعو إليها أيضا حاجة بقلة الساكن وضعف الحوال فل تنفق لديهم سوقه فيختص بالرخص في سعره . وقد يدخل أيضا في قيمة القوات قيمة ما يعرض عليها من الكوس والغارم للسلطان في السواق وباب ا ( فر وا ( ياة في منافع وصولها عن البيوعات لا يسهم . وبذلك كانت السعار في المصار أغلى من السعار في البادية إذ الكوس والغارم والفرائض قليلة لديهم أو معدومة . وكثرتها قي المصار ل سيما في آخر الدولة وقد تدخل أيضا في قيمة القوات قيمة علجها في الفلح ويحافظ على ذلك في أسعارها كما وقع بالندلس لهذا العهد . وذلك أنهم لا ألأهم النصارى إلى سيف البحر وبلده التوعرة ا ) بيثة الزارعة النكدة النبات وملكوا عليهم الرض الزاكية والبلد الطيب فاحتاجوا إلى علج الزارع والفدن لصلح نباتها وفلحها وكان ذلك العلج بأعمال ذات قيم ومواد من الزبل وغيره لها مؤنة وصارت في فلحهم نفقات لها خطر فاعتبروها في سعرهم . واختص قطر الندلس بالغلء منذ اضطرهم النصارى إلى هذا العمور بالسلم مع سواحلها لجل ذلك . ويحسب الناس إذا سمعوا بغلء السعار في قطرهم أنها لقلة القوات وا ( بوب في أرضهم وليس كذلك فهم أكثر أهل العمور فلحا فيما علمناه وأقومهم عليه وقل أن يخلو منهم سلطان أو سوقة عن فدان أو مزرعة أو فلح إل قليل من أهل الصناعات والهن أو الطراء على الوطن من الغزاة ال-اهدين . ولهذا يختصهم السلطان في عطائهم بالعولة وأقواتهم وعلوفاتهم من الزرع . وإنا السبب في غلء سعر ا ( بوب عندهم ما ذكرناه . ولا كانت بلد البربر بالعكس من ذلك في زكاء منابتهم وطيب أرضهم ارتفعت عنهم الهون جملة في الفلح مع كثرته وعمومته فصار ذلك سببا لرخص القوات ببلدهم والله مقدر الليل والنهار وهو الواحد القهار ل رب سواه .
|
مطاح
|
|