|
|
صفحة: 115
الفصل التاسع والربعون في حدوث الدولة و تددها كيف يقع اعلم أن نشأة الدول وبدائتها إذا أخذت الدولة الستقرة في الهرم والنتقاص تكون على نوعي إما بأن يستبد ولة العمال في الدولة بالقاصية عندما يتقلص ظلها عنهم فيكون لكل واحد منهم دولة يست-دها لقومه وما يستقر في نصابه يرثه عنه أبناؤه أو مواليه ويستفحل لهم اللك بالتدريج وربا يزدحمون على ذلك اللك ويتقارعون عليه ويتنازعون في الستئثار به ويغلب منهم من يكون له فضل قوة على صاحبه وينتزع ما في يده كما وقع في دولة بني العباس حي أخذت دولتهم في الهرم وتقلص ظلها عن القاصية واستبد بنو ساسان با وراء النهر وبنو حمدان بالوصل والشام وبنو طولئون بصر وكما وقع بالدولة الموية بالندلس وافترق ملكها في الطوائف الذين كانوا ولتها في العمال وانقسمت دول وملوكا أورثوها من بعدهم من قرابتهم أو مواليهم وهذا النوع ل يكون بينهم وبي الدولة الستقرة حربا لنهم مستقرون في رئاستهم و ل يطمعون في الستيلء على الدولة الستقرة بحرب وإنا الدولة أدركها الهرم وتقلص ظلها عن القاصية وع-زت عن الوصول إليها والنوع الثاني بأن يخرج على الدولة خارج من ي-اورها من الم والقبائل إما بدعوة يحمل الناس عليها كما أشرنا إليه أو يكون صاحب شوكة وعصبية كبيرا في قومه قد استفحل أمره فيسمو بهم إلى اللك وقد حدثوا به أنفسهم با حصل لهم من العتزاز على الدولة الستقرة وما نزل بها من الهرم فيتعي له ولقومه الستيلء عليها ويارسونها بالطالبة إلى أن يظفروا بها ويزنون كما تبي والله سبحانه وتعالى أعلم .
|
مطاح
|
|