|
|
صفحة: 91
الفصل التاسع والثلثون في ضرب الكوس أواخر الدولة إعلم أن الدولة تكون في أولها بدوية كما قلنا فتكون لذلك قليلة ا ( اجات يعدم الترف وعوائده فيكون خرجها وإنفاقها قليل فيكون في الباية حينئذ وفاء بأزيد منها كثير عن حاجاتهم ثم ل تلبث أن تأخذ بدين ا ( ضارة في الترف وعوائدها وتري على نهج الدول السابقة قبلها فيكثر لذلك خراج أهل الدولة ويكثر خراج السلطان خصوصا كثرة بالغة بنفقته في خاصته وكثرة عطائه ول تفي بذلك الباية فتحتاج الدولة إلى زيادة في الباية لا تتاج إليه ا ( امية من العطاء والسلطان من النفقة فيزيد في مقدار الوظائف والوزائع أول كما قلناه ثم يزيد ا ) راج وا ( اجات والتدريج في عوائد الترف وفي العطاء للحامية ويدرك الدولة الهرم وتضعف عصابتها عن جباية الموال من العمال والقاصية فتقل الباية وتكثر العوائد ويكثر بكثرتها أرزاق الند وعطاؤهم فيستحدث صاحب الدولة أنواعا من الباية يضربها على البياعات ويفرض لها قدرا معلوما على الثمان في السواق وعلى أعيان السلع في أموال الدينة وهو مع هذا مضطر لذلك با دعاه إليه طرق الناس من كثرة العطاء من زيادة اليوش وا ( امية وربا يزيد ذلك في أواخر الدولة زيادة بالغة فتكسد السواق لفساد المال ويؤذن ذلك باختلل العمران ويعود على الدولة ول يزال ذلك يتزايد إلى أن تضمحل . وقد كان وقع منه بأمصار الشرق في أخريات الدولة العباسية والعبيدية كثير وفرضت الغارم حتى على ا ( اج في الوسم وأسقط صلح الدين أيوب تلك الرسوم جملة وأعاضها بآثار ا ) ير وكذلك وقع بالندلس لعهد الطوائف حتى محى رسمه يوسف بن تاشفي أمير الرابطي وكذلك وقع بأمصار الريد بإفريقية لهذا العهد حي استبد بها رؤساؤها والله تعالى أعلم .
|
مطاح
|
|