|
|
صفحة: 194
من التفاوت في أصل قوتها و عمران مالكها فالثار كلها جارية على نسبة الصل في القوة كما قدمناه ول يسعنا إنكار ذلك عنها إذ كثير من هذه الحوال في غاية الشهرة والوضوح بل فيها ما يلحق بالستفيض والتواتر وفيها العاين والشاهد من آثار البناء وغيره فخذ من الح ›› وال النقولة مراتب ال ›› دول في قوتها أو ضعفها وضخامتها أو صغرها واعتبر ذلك با نقصه عليك من هذه ا ( كاية الستظرفة . وذلك أنه ورد بالغرب لعهد السلطان أبي عنان من ملوك بني مرين رجل من مشيخة طن-ة يعرف بابن بطوطة كان رحل منذ عشرين سنة قبلها إلى الشرق وتقلب في بلد العراق واليمن والهند ودخل مدينة دهلي حاضرة ملك الهند وهو السلطان محمد شاه واتصل بلكها لذلك العهد وهو فيروزجوه وكان له منه مكان واستعمله في خطة القضاء بذهب الالكية في عمله ثم انقلب إلى الغرب واتصل بالسلطان أبي عنان وكان يحدث عن شأن رحلته وما رأى من الع-ائب بمالك الرض وأكثر ما كان يحدث عن دولة صاحب الهند ويأتي من أحواله با يستغربه السامعون مثل أن ملك الهند إذا خرج إلى السفر أحصى أهل مدينته من الرجال والنساء والولدان وفرض لهم رزق ستة أشهر تدفع لهم من عطائه وأنه عند رجوعه من سفره يدخل في يوم مشهود يبرز فيه الناس كافة إلى صحراء البلد ويطوفون به وينصب أمامه في ذلك ا ( قل من-نيقات على الظهر ترمى بها شكائر الدراهم والدنانير على الناس إلى أن يدخل إيوانه وأمثال هذه ا ( كايات فتناحى الناس بتكذيبه ولقيت أيامئذ وزير السلطان فارس بن وردار البعيد الصيت ففاوضته في هذا الشأن وأريته إنكار أخبار ذلك الرجل لا استفاض في الناس من تكذيبه . فقال لي الوزير فارس إياك أن تستنكر مثل هذا من أحوال الدول با أنك لم تره فتكون كابن الوزير الناشىء في الس-ن وذلك أن وزيرا اعتقله سلطانه ومكث في الس-ن سني ربي فيها ابنه في ذلك ال-لس فلما أدرك وعقل سأل عن اللحمان التي كان يتغذى بها فقال له أبوه هذا ( م الغنم فقال وما الغنم فيصفها له أبوه بشياتها ونعوتها فيقول يا أبت تراها مثل الفأر فينكر عليه ويقول أين الغنم من الفأر وك ›› ذا في ( م البل والبقر إذ لم يعاين في محبسه من ا ( يوانات إل الفأر فيحسبها كلها أبناء جنس الفأر ولهذا كثيرا ما يعتري الناس في الخبار كما يعتريهم الوسواس في الزيادة عند قصد الغ ›› راب كما قدمناه أول الكتاب فليرجع النسان إلى أصوله وليكن مهيمنا على نفسه وميزا بي طبيعة المكن والمتنع بصريح عقله ومستقيم فطرته فما دخل في نطاق المكان قبله وما خرج عنه رفضه وليس مرادنا المكان العقلي الطلق فإن
|
مطاح
|
|