|
|
صفحة: 32
الدينة السماة ذات البواب تيط بأكثر من ثلثي مرحلة وتشتمل على عشرة آلف باب والدن إنا اتخذت للتحصن والعتصام كما يأتي وهذه خرجت عن أن يحاط بها فل يكون فيها حصن ول معتصم وكما نقله السعودي أيضا في حديث مدينة النحاس وأنها مدينة كل بنائها نحاس بصحراء س-لماسة ظفر بها موسى بن نصير في غروته إلى الغرب وأنها مغلقة البواب وأن الصاعد إليها من أسوارها إذا أشرف على ا ( ائط صفق ورمي بنفسه فل يرجع آخر الدهر في حديث مستحيل عادة من خرافات القصاص وصحراء س-لماسة قد نفضها الركاب والدلء ولم يقفوا لهذه الدينة على خبرهم أن هذه الحوال التي ذكروا عنها كلها مستحيل عادة مناف للمور الطبيعية في بناء الدن و اختطاطها وأن العادن غاية الوجود منها أن يصرف في النية وا ) رثي وأما تشييد مدينة منها فكما تراه من الستحالة والبعد وأمثال ذلك كثيرة وتحيصه إنا هو بعرفة طبائع العمران وهو أحسن الوجوه وأوثقها في تحيص الخبار وتييز صدقها من كذبها وهو سابق على التمحيص بتعديل الرواة ول يرجع إلى تعديل الرواة حتى يعلم أن ذلك ا ) بر في نفسه مكن أو متنع وأما إذا كان مستحيل فل فائدة للنظر في التعديل والت-ريح ولقد عد أهل النظر من الطاعن في ا ) بر استحالة مدلول اللفظ وتأويله با ل يقبله العقل وإنا كان التعديل والت-ريح هو العتبر في صحة الخبار الشرعية لن معظمها تكاليف إنشائية أوجب الشارع العمل بها حتى حصل الظن بصدقها وسبيل صحة الظن الثقة بالرواة بالعدالة والضبط . وأما الخبار عن الواقعات فل بد في صدقها وصحتها من اعتبار الطابقة فلذلك وجب أن ينظر في إمكان وقوعه وصار فيها ذلك أهم من التعديل ومقدما عليه إذ فائدة النشاء مقتبسة منه فقط وفائدة ا ) بر منه ومن ا ) ارج بالطابقة وإذا كان ذلك فالقانون في تييز ا ( ق من الباطل في الخبار بالمكان والستحالة أن ننظر في الجتماع البشري الذي هو العمران ونيز ما يلحقه من الحوال لذاته وبقتضى طبعه وما يكون عارضا ل يعتد به وما ل يكن أن يعرض له وإذا فعلنا ذلك كان ذلك لنا قانونا في تييز ا ( ق من الباطل في الخبار والصدق من الكذب بوجه برهاني ل مدخل للشك فيه وحينئذ فإذا سمعنا عن شيىء من الحوال الواقعة في العمران علمنا ما نحكم بقبوله ما نحكم بتزييفه وكان ذلك لنا معيارا صحيحا يتحرى به الؤرخون طريق الصدق والصواب فيما ينقلونه وهذا هو غرض هذا الكتاب الول من تأليفنا وكأن هذا علم مستقل بنفسه فإنه ذو موضوع وهو العمران البشري والجتماع النساني وذو مسائل وهي بيان ما يلحقه من العوارض والحوال لذاته واحدة بعد أخرى وهذا شأن كل علم من العلوم وضعيا كان أو عقليا .
|
مطاح
|
|