|
|
صفحة: 12
لقد علمني التصنيف يومئذ ولقد أدركه ابنه الهدي أبو الرشيد هذا وهو يتورع عن كسوة الديد لعياله من بيت الال ودخل عليه يوما وهو ب-لسه يباشر ا ) ياطي في إرقاع ا ) لقان من ثياب عياله فاستنكف الهدي من ذلك وقال يا أمير الؤمني على كسوة هذه العيال عامنا هذا من عطائي فقال له لك ذلك ولم يصده عنه ول سمح بالنفاق فيه من أموال السلمي فكيف يليق بالرشيد على قرب العهد من هذا ا ) ليفة وأبوته وما ربي عليه من أمثال هذه السير في أهل بيته والتخلق بها أن يعاقر ا ) مر أو ي-اهر بها وقد كانت حالة الشراف من العرب الاهلية في اجتناب ا ) مر معلومة ولم يكن الكرم ش-رتهم وكان شربها مذمة عند الكثير منهم والرشيد وآباؤه كانوا على ثبج من اجتناب الذمومات في دينهم ودنياهم والتخلق بالامد وأوصاف الكمال ونزعات العرب . وانظر ما نقله الطبري والسعودي في قصة جبريل بن بختيشوع الطبيب حي أحضر له السمك في مائدته فحماه عنه ثم أمر صاحب الائدة بحمله إلى منزله وفطن الرشيد وارتاب به ودس خادمه حتى عاينه يتناوله فاعد ابن بختيشوع للعتذار ثلث قطع من السمك في ثلثة أقداح خلط إحداها باللحم العالج بالتوابل والبقول والبوارد وا ( لوى وصب على الثانية ماء مثل-ا وعلى الثالثة خمرا صرفا وقال في الول والثاني هذا طعام أمير الؤمني إن خلط السمك بغيره أو لم يخلطه وقال في الثالث هذا طعام ابن بختيشوع ودفعها إلى صاحب الائدة حتى إذا انتبه الرشيد وأحضره للتوبيخ ، أحضر الثلثة القداح فوجد صاحب ا ) مر قد اختلط وأماع وتفتت ووجد قد وتغيرت له في ذلك معذرة وتبي من ذلك أن الخرين فسدا رائحتهما فكانت حال الرشيد في اجتناب ا ) مر كانت معروفة عند بطانته وأهل مائدته ولقد ثبت عنه أنه عهد بحبس أبي نواس لا بلغه من انهماكه في العاقرة حتى تاب وأقلع وإنا كان الرشيد يشرب نبيذ التمر على مذهب أهل العراق وفتاويهم فيها معروفة وأما ا ) مر الصرف فل سبيل إلى اتهامه بها ول تقليد الخبار الواهية فيها فلم يكن الرجل بحيث يواقع محرما من أكبر الكبائر عند أهل اللة ولقد كان أولئك القوم كلهم بنحاة من ارتكاب السرف والترف في ملبسهم وزينتهم وسائر متناولتهم لا كانوا عليه من خشونة البداوة وسذاجة الدين التي لم يفارقوها بعد فما ظنك با يخرج عن الباحة إلى ا ( ظر وعن ا ( لة إلى ا ( رمة ولقد اتفق الؤرخون الطبري والسعودي وغيرهم على أن جميع من سلف من خلفاء بني أمية وبني العباس إنا كانوا يركبون با ( لية ا ) فيفة من الفضة في الناطق والسيوف والل-م والسروج وأن أول خليفة أحدث الركوب بحلية الذهب هو العتز بن التوكل ثامن ا ) لفاء بعد الرشيد وهكذا كان
|
مطاح
|
|