لغة الخطاب السياسي في الصحافة العربية في اسرائيل في ظل الحكم العسكري- مصطفى كبها

صفحة: 141

التحريـر الفرصة ليختتم ك › مه بنصيحـة يوجهها إ › المواطنين العرب ف إ › ائيل ويقول فيها : " عل العرب أن ينسـوا ترسـبات الما › الكثـيرة وينخرطوا ف دولة إ › ائيـل انخراطا صادقا حقيقيـا ، وتعتـ › المشـاركة ف النتخابات الوشـيكة الفرصـة الحقيقية الو › للبـدء ف عملية النخراط . " عـل الرغم مـن اللهجة الدعائيـة للجريدة فقد حرص محرروها عل السـماح للقـراء بتوجيه انتقاداتهم المتعلقة بأداء أجهزة السلطة ، ف إطار الزاوية الشعبية التي حملت اسم "المن › الحر . " كان ذلك ، إ › حد كبير ، أشبه بصمام ضغط خاضع للتحكم ، وقد أحس محررو الصحيفة ف أكثر من مرة أن عليهم الرد عل انتقادات القراء فرسخوا بذلك صورة الجريدة ف أنظار القراء كبوق للسـلطة . هكذا فعل ميخائيل أساف عندما رد عل مقال كتبه وديع إقديس ، مراسل الجريدة ف يافا ، ف حزيران ، 1950 شـكا فيه من الضائقة التي يعيشـها المواطنون العرب ول سيما سكان يافا . ويدل أسلوب رد أساف ومضمونه ليس عل الخط ا › ع › مي الرسمي فقط -وكأن المواطنين العـرب يتمتعون بالديمقراطية ا ›› ائيلية- بـل يدلن عل التوجه المتعا › أيضا ، وكأن المتحدث و › يتعامل بأستاذية مع عموم القلية العربية ف تلك الف › ة : " كل مـن يدعـي أن الوضع لـم يتغير ل › فضل منذ وقـف المعارك ما من شـك ف أنه مصـاب بـ"مـرض المبالغة والمغـالة . " ثمـة طريقة تفكير يمكن تسـميتها بـ"التفكير اليوبي ، " ويستلذ أصحاب هذه الطريقة ف التفكير ف إط › ق التوصيفات السـيئة ونفخ حجم الظ › م ووصفه بسواد يفوق سواده الحقيقي . ل › سف الشديد أن هذا المرض قد أصاب صديقنا الشـاب أيضـا . فنحن لم نكن لنوجـه له أي ادعاء لو أنـه كان من أولئك الذين رفضت شـكاواهم أو هم يعيشون ف ضائقة دائمة بشكل يجعلهم يكتبون هذا الك › م . لكن المؤسف هو أن هذا الك › م يقوله شاب نعتقد أنه يتمتع بإيجابيات وثمار الديمقراطية ا ›› ائيلية ، تلك الديمقراطية التي رفعت بما ل يدع مجال للشك مستوى كثيرين من جماهيرنا ( هو منهم . ( وهذا ل يدل إل عل مرض نف › مزمن هذا هو الوقت المناسـب للتخلص منه . " 6 اليوم ، 3 . 6 . 1949 7 قصد المحرر ، كما يبدو ، هو ص › ح الدين اليوبي ، القائد ا › سـ › مي الشـهير الذي حارب الصليبيين وهزمهم ف معركة حطين عام . 1184 8 اليوم ، 3 . 6 . 1949

السابق:  |  التالي