|
|
صفحة: 115
فهـذا بحد ذاته يمكن أن يعت › إنجازا رغـم محدوديته . أما ما نطمح إليه هنا فهو عدم التوقف عند هذه الثنائية : النص الموازي والنص-المتن ، بل جعل هذا التناول يعمل ف ث › ثة أبعاد : النص الموازي-العنوان ، النص–المتن وخارج النص-السياق . كمـا نف › ض بأن للشـكل ف العنوان أهميـة ل تقل عن المضمون . وحين تـ › ز وظيفة العنوان ا › يحائيـة أو ا › غرائيـة فهـي ل تعمل من خ › ل ما يوحـي أو يغري به العنوان بواسـطة معناه فحسب ، بل ل نجازف حين نف › ض أن هاتين الوظيفتين تعتمدان أساسا عل شكل العنوان ل عل مضمونه . ومعنى ذلك أن الشكل قد يكشف عن انتماء النص النوعي ، أو عن أسلوبه ، أو جدته أو تقليديته . وهو ما يؤسس لهمية اللهجة المحكية بتشكي › تها المختلفة التي تنكشف أول من خ › ل العنـوان وتوحي للقارئ بأنه مقدم عل نص من نوع معـين ، أو قد تغويه لتلمس هذا الغموض الذي يغلف العنوان عل أثر تعدد الدللت أو عدم دقتها حين تراوح بين الفصحى والعامية . ونظرا لتشـعب الموضوع واتسـاعه اخ › نا ف هذا المقال عينة أولية لخمسـة أعمال قصصية قد تمثـل معظم التيـارات والتجاهات والجيال ، لكنهـا تبقى عينة ناقصة لمـا ف هذا القضية من الجوانب الدقيقة التي تسـتحق دراسة أكثر شمول . وهذه العمال ، حسب تاريخ صدورها ، هي : لمـن الربيع لنجوى قعوار فرح ؛ ( -1923 ) طريـق ا ›› م وقصص أخرى لمصطفى مرار ؛ ( -1930 ) إخطيـة › ميـل حبيبي ؛ ( 1996-1921 ) تحت سـطح الح › لسـهيل كيوان ؛ ( -1956 ) كار › بروني ، عشيقتي ال › ية لع › ء حليحل . ( -1974 ) تف › ض هذه الدراسة بروز استعمال اللهجة المحكية ف العنوان لدى الكتاب الـمؤدلجين ، أولئك الكتـاب الملتزمـين الذين ينظرون إ › أدبهم كمؤد لرسـالة اجتماعية أو سياسـية . كما تف › ض تزايدا ف اسـتعمال المحكية بتوظيفاتها المختلفة ف الث › ثين سنة الخيرة ، وهي الف › ة التي بدأت تشـهد وعيـا ثقافيا متحررا وجرأة معينة ف تقبل المحكيـة والتعامل معها كعن › ل يتجزأ من اللغـة . ومن هنا فإن توظيف المحكيـة ف هذه الف › ة يتخذ أبعادا مركبة ويحمل دللت عدة ل تقف عند تصوير الواقع فحسب ، بل تتعدى ذلك إ › دللت أدبية أكثر عمقا وأشد تركيبا ، وذلك انعكاسا ل › اكب الدب والحياة معا . وف هذا إشارة واضحة إ › مرحلة ما بعد الواقعية بمفهومها Genette , 1988 , pp . 709-710 . 39 40 فرح ، . 1963 41 مرار ، . 1970 42 حبيبي ، . 1985 43 كيوان ، . 2005 44 حليحل ، . 2012 45 هـذا يعني أن هناك تناسـبا طرديا بين التحـرر من القوالب الجاهزة وعدم التعامل مـع اللغة من منطق المحافظة عل فصاحتها وتحريرها من دللتها القاموسـية الك › سـيكية وبين تنامي الوعي الثقاف عامة . قد يبدو أن القضية تحمل فكرة مسبقة أو تفتقر إ › العلمية ، ولكن ما نراه عل أرض الواقع يمكن أن يشكل مدخ › صلبا لهذا التصور .
|
مجمع اللغة العربية
|
|