الشيخ مبروك بين الاتباع والابداع- جريس نعيم خوري

صفحة: 76

بالواقع؛ فالقصـة القصيرة ، ف تصوره ، هي "حاجة الطبقـات الدنيا ... والواقع الجتماعي يفـرض بصماته عل الواقع الدبـي . " وإن كنت أؤيده ف طرحه هذا فإني أعارضه ف طريقة عـرض هذا الواقع . النـص إذا فقد خصوصيته اللغوية ، وعرضه الفنـي الخاص ، وتحول إ › نص اجتماعـي محـض ، صار خطابا متكلفـا ومبتذل . عليه ل بـأس من تصوير الواقـع ، ولكن بثيابه الفنيـة ، ل بثيابـه المجردة ، وهو بثوبه الفني أشـد تأثيرا ، وأبلغ تعبيرا وأبعـد وصول منه بصورته العارية . أعني أنه با › مكان أن نطرح الواقع طرحا رمزيا ، أو مغايرا لما هو عليه الواقع ، وإن شـئنا التعمق أكثر ف مشـك › ت الواقع القريب ، فبا › مكان نقل هذا الواقع نق › إنسـانيا عاما ، يتحول فيه العيب الواقعي الخاص إ › مشـهد من مشـاهد الخلل ا › نسـاني والوجودي العـام ، وبهذا يرتقي أسلوب تعاملنا مع هذا الواقع إ › درجات أسمى ، ويصبح با › مكان ، ف إطار التحرر من مستلزمات الحيز المكاني الضيق ، أن نطلق صوتا جديدا ، ونقتحم الحداثة من أوسع أبوابها . . 3 الـدوران › فلـك القاصين الكبار : وهي خاصية ليسـت بالسـلبية إذا اسـتطاع القاص السـيطرة عل أبعادها ، فالتنـاص ، والتأثر العام بنصوص أخـرى ، ظاهرة مقبولة جدا ف اعتبارات الحداثة ، بل هي دليل عل ثقافة الكاتب ، وغناه المعرف الذي ل قيمة لدبه بدونه . غـير أنني أخـ › أن الكاتب هنا ردد صوت إدريس والطيب صالح وحقـي عل نحو متماثل جدا ، أفقـده صوته الخـاص ف أجزاء كثيرة مـن النص ، كما أوضحنا سـابقا ، فوجدنـاه غير قادر عل التخلص من إسـار هؤلء ، وسـحر نصوصهم . تكام › مع هذا ، فقد النص خصوصيته الفلسطينية رغم محاولت الكاتب تحقيقها له ، من خ › ل تجنيد بعض اللفاظ الفلسـطينية الخاصة ، وعرض بعض مكونات الفولكلور الفلسطيني . . 4 الـ › خ الكبير بـين حالتي التوقيع وال › ميـز : وأعني بها النتقـال ال › يع وغير الم › ر 41 قرمان . 153 : 2001 42 ف تعليقـه عـل السـلوبية ف بعض قصص توفيق معمر يتنـاول الباحث إميل توما ظاهرة انسـ › خ النص الدبي عن حيـزه الفنـي ، وارتدائه زي المقالة الجتماعية ، التي تطرح فيها الفكار مق › ة ، ممـا يلغي الحدود بين القصة والمقالة الصحفيـة ، فيقـول ف ذلك : "أما العمل الدبي فيسـتدعي تصوير الواقع فنيا باسـتخدام فكـرة فنية تحرك العواطف وتخاطب القلب ليتجاوب مع العقل ف تفاعل محرك" ( توما . ( 27 : 1993 43 راجع : خوري 126 : 2004 ( الهامش رقم ، 5 ويشتمل عل مجموعة كبيرة من المصادر التي تناولت موضوع التناص ؛ ( قطوس . 168 : 1999 44 يعلق القاسـم عل تمسـك سـعيد بالطرح الفكري المألوف ، وعدم تناول الفكرة بأسـلوب جديد ، أو عرضها من زاوية مختلفـة ، فيقـول ، والحديث عـن مجموعته › انتظار القـرار : "رغم أهميـة الموضوع وجمال القصـة ، إل أن النهاية الدراميـة العنيفـة تذكرنا ببعض الف › م الم › يـة الهابطة ، وكان أفضل لو عولجت القضية بطريقة أخرى" ( القاسـم . ( 145 : 2007

السابق:  |  التالي