الشيخ مبروك بين الاتباع والابداع- جريس نعيم خوري

صفحة: 74

. 1 . 1 . 9 الفكاهة كوسيلة للنقد : الفكاهة ف النص ظاهرة بوضوح ، وتظهر ف أربعة أوجه رئيسة : أ- المشهد الفكاهي : وأعني به فكاهية التصوير ، ونقل المشاهد المضحكة . ب- التعبـير الفكاهـي : وأعني به توظيف العبارة توظيفا سـاخرا ، من خ › ل الت › عب اللفظي فيها أو قلبها ، كقوله : "الطعام أمامنا والجوع من ورائنا ، " وهي محاكاة سـاخرة لمقولة طارق بن زياد ( ت . 720 م ( . التاريخية المشهورة . ج- الفكاهة الشعبية : أي مداعبة مخزون القارئ من النكت واللقاب والكنايات الشعبية ذات الطابع الشتائمي المضحك . د- المفارقة الفكرية السـاخرة : تكت › الفكاهة ف هذه القصة ، ف كثير من الحيان ، بثوب السـخرية المتحديـة الناقـدة أو الناقمة ، وهي نمط › وري ف › اع كهذا ، ينطوي عل قضية اشـتبك الحق فيها بالباطل اشـتباكا مدهشا ومثيرا للحفيظة : "أل يسـتحق مثل هذا الحمار كل الح › ام والتقدير فيصبح شـيخا ، قديسـا ، له مزاره المح › . " ! م؟ السخرية ف هذا القتباس تتجل من خ › ل التضاد الصارخ بين كلمتي : حمار وقديس ، فالجمع بين اللفظين هو تعبير موجز عن لب ال › اع ، والبعد الدل › بينهما تعبير صارخ عن بعد المسافة بين الوعي وعقلية هذا المجتمع . وقد ظهرت الفكاهة بهذا الثوب أيضا من خ › ل › د الخ الكـ › لثـر الحمار عل المجتمـع ككل ، وخطابه الطويل الوعظي الـذي وجهه لخيه الصغر ، وقد استغله الكاتب خير استغ › ل من أجل تقديم رؤيته الخاصة ف ما يتعلق بأوضاع المجتمع من كافة نواحيه : فساد نظام التعليم : المعلمين ، ا › دارات ، المفتشين ، ثم الفساد السيا ،› الطعن بالظهر ، الخيانة ، الوشاية ، وغيرها . هذه الظواهر التي تشغل تفكير الكاتب نفسه ، ويصل فيها ( تحت قناع شخصياته ) إ › نتيجة مفادها أن العقل الب › ي عقل فاسـد ، أو ميال إ › الفسـاد والغي ، كل ذلك ف ت › يح ذهني فلسـفي غير ممجوج لما فيه من م › حة ونكتة . وبهذه الطريقـة تتحول الفكاهة إ › آلية هامة من آليات النقد الجتماعي العام ف النص . 32 انظر مث › صورة الجحش : سعيد . 9 : 1997 33 سعيد . 7 : 1997 34 كمثـال عـل ذلك : خاطب الوالد أبناءه بقوله : "نعم ، سأشـ › ي حمارا ، يا " ... ( سـعيد ،( 8 : 1997 وكأن النقاط الث › ث تركت كي نم › ها نحن القراء بلفظة "حمير ، " فنش › ك بهذه الدعابة ونتفاعل معها . 35 سعيد . 11 : 1997 36 راجع : سعيد . 13-10 : 1997 37 راجع : سعيد . 13 : 1997 38 يرى إبراهيم طه أن التهكم والسخرية من وسائل الدفاع الناجعة جدا ف تصدي الكاتب لحالة من القهر والختناق التي يعانيها بسبب الظروف التي يحياها ( راجع : طه ؛ ( 75-74 : 1991 عن ميل الكاتب إ › الفكاهة ، ولمس الجانب الباسم من المشهد ، راجع : فاعور . 25 : 2001

السابق:  |  التالي