|
|
صفحة: 62
واغتنـى؛ ثـم حدث جفاف ف وطنه أودى بالكثير من أنعامه ، مما اضطره لحقا إ › عرض النخلة للبيع . عل امتداد النص نجد أنفسـنا أمام حوار حا › ي بين الشـيخ محجوب والتاجر ، يتضح من خ › له أن الشـيخ محجـوب يماطـل ، ول يطاوعه قلبه ف بيع الشـجرة؛ مع هذا الحوار يطفو القارئ عل سـطح النص ، ولكنه › عان ما يغوص ف أغوار الشـيخ محجوب مع كل › ود ذهني يحصل له ، يستعيد معه سـيرة حياته مع هذه النخلة ، فتتضح لنا القدسـية التي يحيطها بها ، والع › قة البوية التي تجمع بينه وبينها . ف نهاية المطاف يأتي الفرج من خ › ل مبلغ من المال يرسـله ابنه المغ › ب ، يؤمن له قضاء العيد بي › وسعادة ، فيردد عبارة مفصلية هي بمثابة موتيف محوري ف النص ، هي : "يفتح الله . " الت › ك بالشـياء ( وبالكائنات عل نحو خاص ،( ال › اع بين المادة والروح ، ا › يمان المطلق مقابل المنطق البـ › ي المادي هي المقامات المشـ › كة للطـرح ف القصص الثـ › ث : "الناس ، " "نخلـة عل الجدول" و"الشـيخ مـ › وك ، " وإن كان تناول هذا الطـرح يختلف من قصة إ › أخرى . رأينا سـابقا الثر البارز لقصة "الناس" عل قصة "الشـيخ م › وك ، " وف ما ي › عرض مشـابه لمواطن التأثير لقصة "نخلة عل الجدول" عل القصة ذاتها : . 1 وصـف الحمار : جعـل الطيب صالح الحمـار تقنية من تقنيات المـزج بين الحا › الحدثـي والما › النف ،› فـكان صوت الحمـار أو حركته الغريبـة ف أغلب الحيان عام › موقظا للشـيخ محجوب من › وده الفكـري . وقد خصص الطيب صالح لهذه التقنية مسـاحة ل بأس بها ، واصفا فيها هذا الحمار ف غضون الحوار ا › نساني الذي طال ، ناق › من خ › ل وصفه الجواء العامة المحيطة ، وملقيا ف نفس الوقت ضوءا عل طبيعة الحوار ذاته والمشاعر التي تكتنفه . وجاء هذا الوصف عل شكل كاريكاتير مثير للضحـك ، مما يجلب ال › ور إ › نفس القارئ ويسـهل عليـه عملية "هضم" ال › اع ومتابعته ، والغوص ف عمق الما › دون انقطاع النفس . أما حمار "الشيخ م › وك" فقد خصص له الكاتب مسـاحة أوسع ، حكم كونه محور هذه القصة ، وجاء وصفه له ، خاصة ف بداية النص ، وصفا كاريكاتيريا مضحكا هو الخر ، غير أن هذا الضحك يستجلبه الكاتب هنا عل سـبيل › " البلية ما يضحك ، " مؤكدا من خ › لـه عل وضاعة هذا الحمار ، وبالتا › عمق المأساة الحضارية المتولدة عن تقديسه والت › ك به . . 2 الت › ك با › شـياء : وهنا نجد تشابها قويا بين القصتين ، من حيث التأكيد عل حصول 7 راجع هذه القصة ف : صالح ؛ 19-7 : 1997 قارن : المختار . 60-55 :... 8 وصـف الحمـار يأتـي ف مواضع متفرقة من القصة ، وعل سـبيل المثال ل الح › نذكر صورتـه وهو يرعى عن بعد " حمارة أنثى ترعى بين سيقان الذرة ، فنهق نهيقا أجش" ( صالح ؛ 7 : 1997 المختار . ( 55 :... 9 راجع هذا الوصف : سعيد 13-9 : 1997 ( بشكل خاص . (
|
مجمع اللغة العربية
|
|