محمود درويش: صحافياً، مثقفاً، مصمماً للرأي العام- مصطفى كبها

صفحة: 167

وأمانيهـا ، الذي تعت › ه خطرا عليها ، الطريـق هو منح العرب كل حقوقهم بدون تمييز وتجزئة ومعاملتهم كمواطنين ل رعايا . " كتب محمود درويش افتتاحية الجديد عندما كان رئيسا لتحريرها عام 1969 وف بعض المرات التي كان يغيب فيها رئيس التحرير ف سنين سابقة ، ولعل الفتتاحية التي كتبها لعدد حزيران 1969 تحـت عنـوان "أنقذونا من هذا الحب القا " › تعد من أشـهر الفتتاحيات التي كتبت ف الجديد ، إن لم تكن من أشـهر الفتتاحيات التي كتبت ف الصحافة الفلسـطينية ف حينه ، وذلك لمـا فيها من الجـرأة والمصارحة . وهي تعد أيضا محاولة جدية لوضع النقاط عل الحروف فيما يتعلق بشـكل الع › قـات بين القلية العربية ف إ › ائيل وبين المحيـط العربي العام خاصة فيما يخص مكانة شـعراء وكتاب الداخل عل الخارطـة الثقافية والدبية العربية العامة وهو يقول ف ذلـك : "إن أخطـر ظاهرة تسـتوقفنا ف هذا السـياق ، هي أن وتيرة الحب قـد أوصلت بعض المراقبين الدبيين ف العالم العربي إ › محاولة وضع شـعرائنا ليس ف مكان أوسـع منهم فقط وإنما إ › محاولة وضعهم عل مسـاحة الشعر العربي المعا › بحيث يغطونها كلها . إن ف هذه المحاولـة مـن خطورة يتعدى حدود المبالغـة الفنية والتنكر غير المسـئول للواقع بل اعتداء عل حركـة تاريخ . ول يغفر لهذا الموقف كونه ناشـئا عن نية طيبـة وحماس حقيقي وعطف عميق عـل ظروف الحركة الشـعرية ف ب › دنا . ولعل جذور الخطأ الذي أوصـل إ › مثل هذا التطرف ف معاملة شـعرنا هي إسـقاط انتماء هذا الشـعر عل حركة الشـعر العربي العامة ف ماضيها وحا › ها وتسـليم أصحـاب المبالغة والتطرف بالعتقاد بأن هذا الشـعر هـو بمثابة صاعقة انفجرت فجأة . " كانت قضية الشـعر المح › ومكانته ف الشـعر العربي والدب العالمي موضوعا اهتم به محمود درويـش كثـيرا فهو يقول ف مقال حمل عنوان "ف الشـعر" كتبه ف آب 1962 مناقشـا موقف المبدع بين الخاص والعام وبين المحلية والعالمية : "من الخطأ الحديث عن أشـياء مطلقة وأناس مطلقين غير محددين ومحصورين ضمن حدود زمانية ومكانية تربطهم بأرض وتاريخ معين ، باسـم العالمية والشـمول الكاذب . فكل القصائد العربية والعالمية الخالدة كانت تنبت من أرض خاصة ذات صفات وجوانب محددة أول ثم تنطلق إ › الشمول ، والنتقال من الذاتية إ › الشمول والتعميـم هو من أبرز وأهم التجارب والعمال الشـعرية الباقية ، وهو يحتاج إ › بعض التذييل 20 درويش ، ، 1962 ص . 33 21 درويش ، ، 1969 ص . 4-2

السابق:  |  التالي