|
|
صفحة: 150
السـلوب الذي اسـتعمله مرار ف قصصه هو أسلوب تهكمي يضفي عل هذه القصص جوا من الدعابـة ، ولكن ف بعض الحيان ت › هذه الدعابة بالقصص وتفقدها مرارتها . ولعل السـبب السا › هو البعد الشعوري الذي ينشأ بسبب البون الشاسع بين الواقع المحكي وزمن القص . ف قصتـه "الشـيوعي ، " يقص مرار نوادر عن الحكم العسـكري تبعث عل السـخرية ، فأحد الذين ينتمون إ › الحزب الشـيوعي يريد الخروج من قريته لتوزيع مناشـير ل › نتخابات . ولمـا كان مسـاعد الحاكم العسـكري مريضا ول مجـال للحصول عل ت › يح بالخـروج ، فقد قرر هذا الناشـط أن يخرج مـن القرية ب › ت › يح . ولـم يكد يهم بالخروج حتـى اع › ض طريقه ضابط الدورية وسأله عن ت › يح الخروج ، فذكر له الناشط الشيوعي أن ليس بحوزته ت › يح فهدده بالعتقال . لكن الناشط الشيوعي احتج بأنه لم يخرج بعد ، فاتهمه الضابط قائ : › "لكنك اع › فت بنيتك ف الخروج . " نادرة أخرى توردها القصة مع البطل الشـيوعي للقصة ، إذ بدأ يسـاوم الضابط طالبا إليه أن يمنحـه إذنـا بالخروج من القرية مقابل يوم العيد الوطني ( عيد السـتق › ل ) الذي يسـمح فيه للجميع بالخروج دون تصاريح ، وهو مسـتعد للتنازل عن الخروج يوم السـتق › ل من القرية مقابل السماح له بذلك ف هذا اليوم . وبعد أخذ ورد وافق الضابط عل هذه الصفقة . النادرة الثالثة ف القصة هي أن الناشـط الشـيوعي أدرك ما ينوي الحاكم العسـكري فعله ، إذ أعلن عن منع التجول وهو يوزع المناشير ف إحدى القرى . ومعنى ذلك أنه يخالف الوامر ، وهو مهدد بالموت . وتحير الشيوعي حين وجد نفسه ف الشارع يوزع المناشير وحده ، فما كان منه إل أن التجـأ إ › مركز ال › طة . وحين طلب إليه المغادرة رفض ذلك لنه كان يعرف نية ال › طة ف التخلص منه وإط › ق النار عليه ف الشارع بحجة مخالفته ل › وامر . بنفـس النغمـة الهزلية يـ › د مصطفى مـرار قصة أخرى باسـم "رخصة سـ › ح" من نفس المجموعـة . وهـذه القصة تحكي عـن كيفية الحصول عل سـ › ح ف عهد الحكم العسـكري ، فمقابل ال › خيص بحمل السـ › ح يطلب من الحاصلـين عليه أن يعملوا مخ › ين ويأتوا بالخبار مـن الخـارج ، وإن اسـتحال المر فمن الداخل ، سـواء لصالـح مصلحة ال › ائـب أو أية جهة حكوميـة أخرى ، بحيث يرتبط مصيرهم بمصير المؤسسـة . لكن الحاكم العسـكري يقرر دون 35 مرار ، ، 1988 ص . 59-55 36 ن . م ، . ص . 56 37 ن . م ، . ص . 105-101
|
مجمع اللغة العربية
|
|