تجربة الوصول الصوفي في تنظير ابي بكر الكلاباذي: نموذج لِبُنية الخطاب وإشكالات المقاربة في مؤلفات القرن الميلادي العاشر- عرين سلامة قدسي

صفحة: 97

ل تلعب المحبة دورا بارزا ف إطار المفاهيم الروحية التي تشكل تجربة الوصول عند الك › باذي؛ فهـو يعرض لها ضمن طائفة المعاني التـي تعد مجرد صفات ب › ية يفنى عنها الصوف إذا ما أبلغه الله حال المعرفة ، كالخوف والرجاء ، والفقر ، والغنى . فإذا تمعنا هذا ا › همال لحد أبرز مركبات الفكر الصوف ف القرن العا ،› أو قارناه بباب المحبة المفصل ف رسالة القشيري مث ،› وجدنا ما يدعم وسمنا خطاب الك › باذي بالنغ › ق ، والنس › خ عن بعض مكونات الفكر الصوف ف ع › ه . ل يرهـن الك › بـاذي تحصيل المعارف بالمجاهـدات الروحية المضنية؛ ذلـك أن هذه المعارف قد تـرد عنـد من لم يطلبها أص . › ويحول لنا أن هذه الفكـرة ظلت خافتة ف التنظير الصوف حتى بلغـت ف القرن الثالث ع › تكاملها ووضوحها ف المـ › وع التنظيري الذي اختطه أبو حفص السـهروردي ف كتابـه الهام عوارف المعـارف . وقد ذهبنا ، ف مقالة أخرى لنا ، إ › أن ترسـيخ مفهـوم "الجـذب الصوف" بما يعنيه مـن بلوغ حال الوصول الروحي مبـا › ة وبغير مجاهدة أو رياضـة طويلـة ، كما يشـير بوضوح تناول السـهروردي لمن دعاهم بالمجذوبـين المتداركين بالسـلوك ، قد أسـهم جوهريا ف تعزيز هالة القداسـة التي أخذت تتشكل تدريجيا حول شيوخ التصوف وأوليائه ف القرون التالية . ول بدع أن تشكيل هذه الرؤى الدقيقة ، والبنى النظرية المركبة لم يكن ليتسـنى لول أسـ › ف السهروردي ، منظرو القرن العا ،› الذين اختطوا الم › مح الو › للفكر الصوف ف ا › س › م ، وغرسوا بذور فرادته الو . › 101 قـارن ذلـك مع التـزام أبي ن › ال › اج بالربط بين المحبـة والمعرفة ف قوله : "من ع › مة المعرفة المحبـة؛ لن من عرفه أحبه" ( ال › اج ، ، 1960 ص ( 57 جاع › المحبة إحدى ع › مات تحصيل المعرفة بالله عند الصوف . وانتحاؤه هذا المنحى قد يكون دلي › عل تقديمه المعرفة عل المحبة . 102 انظر : Salamah-Qudsi , 2009 , pp . 386-390 وكذلك : Salamah-Qudsi , 2011 , the section "Bypassing the Path : Jadhb and Intiha ’"

السابق:  |  التالي