تجربة الوصول الصوفي في تنظير ابي بكر الكلاباذي: نموذج لِبُنية الخطاب وإشكالات المقاربة في مؤلفات القرن الميلادي العاشر- عرين سلامة قدسي

صفحة: 95

باللـه فكأنـه يراه رؤيا الباطـن دون أن تمس هذه الفكرة النصوص ا › سـ › مية التي تسـتبعد الرؤيـة الب › يـة حتى عند النبياء ( ومـن بينهم مو ؟ (› ومع هذا؛ فإن تركيب السـتثناء ف العبارة قد يفهم عل معنى التصديق وا › يمان فحسـب ، كما أشار ال › اج ، معا › الك › باذي ف اللمع؛ أي عل اعتبار معنى القرب بين الصوف ولله ، دون الخذ بالمعاينة المبا › ة ف الدنيا ب › ا كانت أو بصيرة . ويقـر الك › باذي بوجود طائفة من المتصوفة ذهبوا إ › إمكان حدوث الرؤية ف الدنيا . وتتوا › الدلـة ف كتاب التعرف عـل وجود جماعات صوفية عـزف أفرادها عن إقامـة العبادات؛ ذلك أن ترديـد عبارات الحث عـل القيام بالعبادات ، يومئ ب › أدنى شـك إ › زيادة الحاجة إ › هذه الدعوى ف ظل اسـتفحال ظاهرة التسـيب ، وإهمال القيم الدينية ، تلـك الظاهرة التي أبرق لها الك › بـاذي ف مقدمة التعرف؛ بيد أنه لم يعرضها بوضوح كما فعل القشـيري لحقا ف مقدمة الرسالة القشيرية . ( 6 ) إجمال إن تمعن تناول الك › باذي تجربة الوصول الصوف وما يق › ن بها من مفاهيم يكشف لنا خطابا غارقا ف قيود الواقع التاريخي الذي راح يشـهد تهديدات جادة عل نظم الم › وع الصوف . هذا الخطاب يبدو مكب › ف انغ › قه عل نفسـه ، وتجنبـه محاولت الوصف الوجداني لحوال القرب 95 قارن هذه ا › مكانية للتأويل بما ورد عند ابن الدباغ ( ت : ( 1296 / 696 إذ وصف الواصلين قائ : › "ل يتمكنون من دوام المشاهدة إل بعد فراق هذه الجسوم ف ح › ة القدس ، إما بالموت الح ،› وهو الكثر ، وإما ف حال الحياة عند النس › خ عن قوى البدان والتجرد بالكلية ، وهو نادر" ( ابن الدباغ ، ، 1959 ص . 88 96 والم › حظ أن ال › اج يجهد ف محاولته تفنيد حصول هذه المعاينة ف كافة أجزاء كتابه ، حتى إذا تمعنا تلك البواب التي تبدو ف جوهرها ترديدا لمعنى الرؤية المبا › ة ، كالباب الذي يتناول حال المشـاهدة لدى المتصوفة؛ فإننا نلقى صعوبة كبيرة ف تمييز الخيط الرفيع الذي يفصل ما بين مشاهدة العيان لطبيعة الله ، وبين مشاهدته عل معنى اليقين به . اقرأ عل سبيل المثال إثباته لقول عمرو بن عثمان المكي : "المشاهدة ما لقت القلوب من الغيب بالغيب ، ول يجعلها عيانا ، ول يجعلها وجدا ، " وقوله : "المشـاهدة وصل بين رؤية القلوب ورؤية العيان؛ لن رؤية القلوب عند كشـف اليقين ف زيادة توهم . " فالمشـاهدة ليسـت رؤية بالقلب ، كما أنها ليسـت رؤية بالعين ، بل هي يقين تام لحقائق الغيب . انظر : ال › اج ، ، 1960 ص . 100 97 انظر : الك › باذي ، ، 1933 ص . 22 ونلقى ال › اج يفصل القول فيمن "غلط ف الرؤية بالقلوب" ف : ال › اج ، ، 1960 ص ، 546-544 ويثبت ابن الجوزي عددا ل بأس به من الروايات حول بعض المتصوفة ممن أجازوا رؤية الله بالبصار ف الدنيا . انظر : ابن الجوزي ، ، 1994 ص . 227- 226 98 انظر : الك › باذي ، ، 1933 ص . 4 والشبه بين هذه المقدمة ومقدمة القشيري لرسالته ج . ›

السابق:  |  التالي