|
|
صفحة: 91
المعروفة عنهم . وحيث يتناول الك › باذي مقامات المتصوفة وأحوالهم ، نلحظ تحول إضافيا ف مستوى الخطاب واللغة ، باتجاه ال › ميز والكتفاء با › شارة دون المعاني المبا › ة ، حتى إذا بلغنا القسـم الذي يعرض فيه لبعض الصط › حات التي انفرد فيها المتصوفة ، نجده ل يكتفي بإثبات القوال والروايات ، بل يعنى بإبداع تعريفاته الخاصة للمعاني ، حتى إن هذه التعريفات تشكل حصة السد ف هذا الجزء من الكتاب ، المر الذي يدفعنا إ › تعمقه لغاية استشفاف الرؤى الخاصة بالك › باذي حول تجربة الوصول . يعـرض الك › باذي ف الباب الخامس والخمسـين لقول المتصوفة ف مسـألة السـكر . وف هـذا الموضـع نلحظ لجوء المؤلف إ › إثبات الروايات التي ترجع إ › طور السـلف من الصحابة والتابعين مق › ف إثباته الروايات الخاصة بأرباب التصوف أنفسـهم . والسكر ف رؤى الك › بـاذي هو سـقوط التمييز بين ما يؤلم وما يلذ عنـد الصوف . بيد أن الدرجة السمى هي تلك التي تعقب السكر ، حيث يعود إ › الصوف تمييزه ، فإذا به يختار المؤلم ، ويلقى اللذة فيه ، ع › مة عل شـدة حبه لله ، وهذه هي حال الصحو الذي يتلو السكر عند المتصوفة . فالك › باذي يذهب مذهب المتصوفة ممن رجحوا حال الصحو . وفض › عن ذلـك؛ فإن الك › باذي يصف ف نصه مراحل ث › ثا يجتازها الصوف ، أولها مرحلة الصحو الول؛ ذلك الذي يسـبق السـكر ، وفيها يدرك الصوف إحساسه باللم ، أو اللذة ، مقاسيا ف ذلك أو ملتذا؛ وثانيتها مرحلة السـكر ، حيث الغيبة المطلقة عن استشعار الضدين من ألـم ولذة؛ والمرحلـة الثالثة هي مرحلـة الصحو الثاني ، حيث يسـ › جع الصوف إدراكه ، ثم يختار اللم مستشـعرا اللذة فيه . وتتصل هذه المسـألة اتصال وثيقا بمفهومي الغيبة والشهود لدى المتصوفة . ونعني بذلك ما يتلو مرحلة الصحو الول من سكر وصحو ثان ، حيث يت ›› إحسـاس الصوف بنفسه ومتعلقاتها ، ويتحول إ › إحساسه بالله . ول يعني ذلك ، ف مذهب الك › باذي ، ت ›› حظوظ النفس ت › شـيا حقيقيا ، بل ت ›› الشـعور بها 77 انظر : الك › باذي ، ، 1933 ص . 87 85 78 انظر : الك › باذي ، ، 1933 ص . 86 79 اختلف مشـايخ الصوفية ف أي الحالين أفضل للصوف ، الصحو أم السـكر . ومن مظاهر هذا الخت › ف موقف أبي يزيد البسـطامي وأصحابه المؤيد لحالت السـكر والغيبة المطلقة؛ إذ الصحو ، عند هؤلء ، ما زال يؤكد الحجاب الذي يحول بين ا › نسـان والله ، وذلك ف مقابل رأي الجنيد ومن نحا نحوه ممن ذهبوا إ › تفضيل الصحو ، ذلك أن السـكر ل يلبث أن يخرج العبد عن حالته الطبيعية ، ويقطع صلته بالعقل وحسن الت › ف . فالسكر محصلة المبتدئين ف الطريق عند الجنيد وأتباعه ، أما ع › مة تمكن الصوف من حاله ، فهي الصحو . حول هذا الخت › ف ، انظر ، مث : › عفيفي ، ، 1963 ص . 286 282 80 انظر : الك › باذي ، ، 1933 ص . 86
|
مجمع اللغة العربية
|
|