|
|
صفحة: 89
الذاتية ل › نسـان ، وليس غياب النا نفسـها . فالك › باذي يعرض لمصطلحات مثل "المشـاهدة ، " " المكاشـفة ، " "اليقين ، " وغيرها ، مشـيرا بذلك إ › شـيوع المفاهيم المرتبطة بها آنـذاك ، وازدياد الحاجة إ › إعادة النظر فيها ، وبلورتها بعيدا عن معاني الوحدة والتمازج التي راحت تتشـكل ف بعض أوساط المتصوفة ف ع › الك › باذي ، أو قبله . ونقول إن النصوص المبكرة التي وضعها الحارث المحاسبي كانت قد شهدت تشكل ا › رهاصات الو › لمفهـوم الطريـق ف الفكـر الصوف؛ ونعني بذلك فلسـفة النظر إ › أحـوال الصوف نظرة تجزيئية تنبني عل التمييز بين مراحل مختلفة يمر بها الصوف إ › أن يبلغ المرحلة السمى التي تسقط فيها إرادته مطلقا . أما عند مؤلفي القرن المي › دي العا ،› الك › باذي وال › اج؛ فإننا نجد بلورة شـبه متكاملة لهذه الفلسـفة؛ حيث المتصوف ف سـفر متواصل من حال إ › حال يرتقي معـه إ › تحصيـل القربى من اللـه . وإذا كنا ل نملك الفصل بين هذه الحـوال ، وإن كان مؤلفو الصوفيـة قـد فعلوا هذا من خ › ل مؤلفاتهـم؛ فإن هذه الحوال ( خاصـة ف درجة المواهب غير المكتسـبة ) ليسـت أكثر من مناح مختلفة للتجربة نفسـها ، المر الذي يجعل محاولت التجزئة الموصوفة أع › ه عقيمة غير مجدية . لـم يتـورع الك › باذي عن التعرض لكثير مـن الثيمات الصوفية التي تبلورت آنذاك ف أوسـاط المتصوفة المسـلمين ، كالنس ، والقرب ، والتصال ، والمحبة؛ عل أن تعرضه هذا يبدو ف كثير من الحيان منسلخا عن الواقع التاريخي لتصوف ذلك العهد ، وذلك من حيث نزوعه إ › إنكار طائفة المعاني التي اتسـمت بمخالفتها روح ال › يعة ، واتباعه منهجا يوغل ف محاولته إلباس الثيمات 74 ويخ › نـا كتـاب اللمع عن وجود بعض الفئات الصوفية ممن ذهبوا إ › تعذيب الجسـاد › ماتة الصفات الب › ية فيها ، والوصـول إ › مـا ظنوه الفناء الحقيقي والكامـل " ) أما القوم الذين غلطوا ف فناء الب › ية : سـمعوا ك › م المتحققين ف الفناء ، فظنوا أنه فناء الب › ية ، فوقعوا ف الوسوسـة ، فمنهم من ترك الطعام وال › اب ، وتوهم أن الب › ية هي القالب ، والجثة إذا ضعفت زالت ب › يتها ، فيجوز أن يكون موصوفا بصفات ا › لهية . " ال › اج ، ، 1960 ص . ( 543 وإ › جانب هـذه الفئـات ، كانـت هناك فئات أخرى لـم تدع إ › إماتة الجسـاد؛ بيد أنهـا ذهبت إ › أن تحرر الصـوف من صفاته يعنـي دخولـه ف أوصـاف الله " ) وقد غلطت جماعـة من البغداديين ف قولهـم إنهم عند فنائهم عـن أوصافهم دخلوا ف أوصـاف الحـق ، وقد أضافوا أنفسـهم بجهلهم إ › معنى يؤديهم ذلك إ › الحلول ، أو إ › مقالة النصارى ف المسـيح ، عليه السـ › . ( "م ال › اج ، ، 1960 ص . 552 وفيما ت › ع › الك › باذي ، نلقى ابن عربي يضع المشـاهدة ف أعل مراتب القربى مع الله . فهو يقسم المعرفة الصوفية إ › ث › ثة أنواع ، وذلك بحسب المراحل أو الحوال التي تتحقق فيها النفس ، وهي : المكاشـفة ، التج ،› والمشاهدة . أما المكاشفة ، فإنها قد توازي معنى "الرؤيا" ( باللف ) عند الف › طونيين المحدثين . (“ apokalupsis" ) وهي إدراك معنوي للحقائق ا › لهية بعيد الحظو بكشـف الحجب التي تفصل الله عن ا › نسـان . أما التج ،› فهو ترجمة للمصطلح اليوناني "photismos " ف الف › طونية المحدثة . ويدخل فيه رمز النور بدل من رمز الحجب ، حيث تظهر الذات ا › لهية وصفاتها ل › نسان ظهورا نورانيا . فإذا ما بلغ ا › نسان درجة المشاهدة ، يصبح قلبه مصقـول وصافيا ، ثم تظهر عل سـطحه النوار ا › لهية . وهي التي يطلق عليهـا الف › طونيون مرحلة الرؤية ، بوصفها مرحلة ا › دراك الحاصل عن الشهود العيني والحضوري لله . انظر : ب › ثيوس ، ، 1965 ص . 221 211
|
مجمع اللغة العربية
|
|