sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 84

صاحبها بأنه قد يقع عل المكروه من حيث ل يدري ، وبين درجة الفناء الموصوفة هنا؟ البادي لنا أن السـكر عنـد الك › باذي هو بمثابة مرحلة بينية تقع ف وسـط الطريق بين مرحلة الحياة ا › نسـانية العادية التي يشهد فيها المرء اللم فيتألم ، ويشـهد اللذة فيلتذ ، وهو إن تزهد واختار اللم عـل المـ › ذ ، فإنه يصنع ذلـك طمعا ف "رؤية ثـواب أو مطالعة عـوض ، " وبين مرحلة الفنـاء الكامل الذي يغيب فيه المرء عن الحظوظ الدنيوية انشـغال منـه بالله وحده . وهنا ، فإن إرادته كلها قد صارت إ › الله ، هو يحركها وي › فها كما يشـاء . فالفناء أرفع مكانة من السكر لتحول إرادة الصوف فيه إ › الله ، ف حين أن سـكره الول كان من الممكن أن يحمله عل ا › تيان بالمكروهـات لغلبة الحال عليه . والصوف يفقد ا › رادة ف الدرجتين؛ بيد أنه ف الثانية يفقدها إ › جانـب تكفل الله به ، وحمايته له مـن المخالفات . ويرى الك › باذي أن هذا هو المعنى الحقيقي للفكرة المعروفة ف أوساط المتصوفة ، والقائلة بأن حال الفاني هو أن "يكون فانيا عن أوصافه ، باقيا بأوصاف الحق . " ( 2-3 ) قلنـا إن الك › باذي يؤكد سـقوط حظوظ النفس عند من بلـغ حال الفناء . بيد أننا نجده يسـتثني من ذلك صفتي الخوف والطمع ، مشـيرا إ › بقائهما لدى الصوف الفاني . وف الجملة ، فإن فناء الصوف ل يعد فناء كام › عن الحظوظ الب › ية الدنيوية ، إذ يفنى الصوف عن حظوظه الخاصة ، بيد أنه ، ف رؤى الك › باذي ، يبقى بحظوظ غيره؛ أي أنه يقوم بالعمال مث › ل لينتفع بها شـخصه ، بل لينفع بها غيره . ويتجنب أعمال ما ل ليدفع السوء عن شخصه ، بل ليدفعه عن الغيار . ففناؤه عن حظوظ نفسه وليس عن حظوظ الغير . ( 3-3 ) يعـرض الك › باذي لرأي بعض المتصوفة ممن اعتـ › وا كافة الحوال المذكورة من غيبة وشـهود ، وسـكر وصحو ، وجمع وتفرقة ، وفناء وبقاء ، حال واحدة . فالفناء بقاء؛ إذ الفاني عن نفسه باق بالله ، والفاني كائن ف حال الجمع لشهوده الله فحسب ، كما أنه مفارق لعدم شهوده ما سوى الله ، وهكذا مع كل الحوال . 49 الك › باذي ، ، 1933 ص . 86 50 الك › باذي ، ، 1933 ص . 86 51 لحظ أن القشـيري يتناول مصطلحي الفناء والبقاء قبل تناوله مصطلحي الصحو والسـكر ( انظر : القشيري ، ، 1940 ص . ( 40-39 عل أن القشـيري يشـير هناك إ › أن من بلغ حال السـكر ، وكان محقا ف حاله ، فإنه يكون "محفوظا ف سكره . " ( القشيري ، ، 1940 ص ،( 4 أي أنه يكون محفوظا من القيام بالمخالفات ، وإن كان غائبا عن التمييز . 52 الك › باذي ، ، 1933 ص . 93 53 الك › باذي ، ، 1933 ص . 93 54 الك › باذي ، ، 1933 ص . 96

مجمع اللغة العربية


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة