|
|
صفحة: 83
هو الذي سـبق كشـوفه اجتهاده . " وعل هذا؛ فإن تجربة الوصول والكشف قد تحصل للمرء من غير أن يطلبها بالمجاهدات ، كما أنها قد تحصل لمن تزهد فاجتهد ، فوهبه الله لذة الكشـف . وف هذه الحالة ، يصبح المريد مرادا ف الوقت نفسـه . ويؤكد الك › باذي عل أن القيام بالطاعات والفروض الدينية ليس الوسـيلة للوصول الصوف؛ إذ الوسـيلة هي الله وحده . وف هذا المعنى ، يثبـت الك › باذي القـول التا › للجنيد : "ل يكونن همك ف ص › تـك إقامتها دون الفرح وال › ور بالتصال بمن ل وسيلة إليه إل به . " ( 3 ) » الذي انسـلخ لم يكن قط شاهد حا › و › وجد مقاما : « الفناء والبقاء عند الك › باذي ل يبـدو إفـراد الك › بـاذي لمفهومي الفنـاء والبقاء عنـد المتصوفـة ف أطول أبـواب كتابه أمرا عارضا . ومع أن الك › باذي يفتتح الباب بقوله إن "هذه المسـألة وأمثالها ليسـت بمنصوصات لهم ، ول مفردات ، " مشـيرا إ › أن الخوض ف هذه المفاهيم الروحية غير مجد؛ فإن الباب الذي اختصه بتناول مفهومي الفناء والبقاء هو الطول ف كتاب التعرف . والفناء والبقاء هما ، ف واقع المـر وجهان لحقيقة واحدة ، هي حقيقة الوصول والتصـال مع ما يتضمنه ذلك من تحصيل للكشـوفات المعرفيـة عند المتصوفـة . إن قراءة مثل هـذه المحاولت لتعريـف تجربة الوصول ، ومـا يصاحبها من أحـوال ، وإن لم تمنحنا أي تصور فع › لمـواد التجربة من خ › ل اختطاطها تعريفـات مختلفـة بل متناقضة؛ فإنها تسـاعدنا ف اسـ › جاع عملية التشـكيل النظري للفكر الصـوف ، وفهـم الليات التي وظفها هذا الفكر كي يحفظ نفسـه ويتطـور . وإذ كنا قد عرضنا لخطاب المعرفة عند الك › باذي ، فها نحن نتق › الخطوط العريضة لحد أهم المفاهيم الصوفية ، وأكثرها خطورة وتأثيرا ف الم › وع الصوف الك ،› وهو مفهوم الفناء : ( 1-3 ) ف تناول الك › باذي لمفهوم الفناء؛ فإنه يشير إ › سقوط الوعي وا › دراك مطلقا "شغ › بما فنـى بـه . " وإذا كان المر كذلك ، فما الفرق إذن بين حالة السـكر ، تلك التي وصف الك › باذي 44 الك › باذي ، ، 1933 ص . 107 45 الك › باذي ، ، 1933 ص . 109 46 الك › باذي ، ، 1933 ص . 100-92 47 الك › باذي ، ، 1933 ص . 100 48 الك › باذي ، ، 1933 ص . 92
|
مجمع اللغة العربية
|
|