تجربة الوصول الصوفي في تنظير ابي بكر الكلاباذي: نموذج لِبُنية الخطاب وإشكالات المقاربة في مؤلفات القرن الميلادي العاشر- عرين سلامة قدسي

صفحة: 77

نؤثـر النظر إ › البواب الث › ثين الو › من الكتاب معا بوصفهـا وحدة واحدة ذات وجهة دللية متجانسـة؛ إذ ت › حـظ ف أبواب هذه الوحدة عنايـة الك › باذي بالتعرض لموقـف التيار الصوف المعتدل ، ذلك الذي يمثله هو بنفسه ، ف عدد من المسائل الدينية والك › مية . وهو يذكر › احة ف نهاية الباب الث › ثين أنه قد أفرد عنايته ف القسم الول من الكتاب ل › ح مذاهب هذا التيار فيما يخص المسائل الك › مية المختلفة ، أما ف ما تبقى من الكتاب ، فإنه يشير إ › أنه سيعرض فيه إ › " بعض ما تخصصوا به من أقاويلهم وما اسـتعملوه من ألفاظهم مما تفردوا به ، والعلوم التي عنوا بها ، وما يدور ك › مهم عليه ، ون › ح بعض ما يمكن › حه . " وبعد ، فإننا إذا ألقينا نظرة عامة عل موضوعات البواب الث › ثين الو › من التعرف ، لوجدنا أن معظمهـا أخذ عن مجـا › الك › م و الفقه خ › مصطلحين اثنين أفرد الك › بـاذي لكل منهما بابا مسـتق ،› وأقصد الرؤية ، ومعرفة الله . ولسـنا نجهل اللحمة القائمـة بين هذين المصطلحين ف دائرة المفاهيم الصوفية عموما . والسؤال الذي يطرح ف هذا السياق هو : ما الذي دعا الك › باذي إ › إثبات هذين الموضوعين ف القسـم الول من كتابه ، وذلك رغم أنهما يتعديان الوجهة العامة لهذا القسم؟ إن هذه المسـألة قـد تحمل عل أن الك › باذي قد تعمد التلميح إ › كـون المعرفة المتصلة بالرؤية قضية تنسـجم ف جوهرها والفكر ا › س › مي العام . وهي ، وإن شحنت لحقا بالمعاني الصوفية؛ فإنها ل تعارض ال › ع أص ،› بل تكون معه لبنات أساسية ينبني عليها النهج ا › س › مي الك . › وحتـى يكـون هذا التخمين مقنعا؛ فإننا بحاجة إ › اف › اض فكرة أخرى ، وهي أن يكون مفهوم المعرفـة قد اتخـذ له ف تلك الف › ة مكانة بـارزة ف حقل المفاهيم التنظيريـة الصوفية ، وبالتا › يمكن تفسير اختياره لدى الك › باذي دون غيره من المفاهيم › ثباته ف القسم الول من التعرف؛ وذلـك بنـاء عل المنطق النظري القائل بـأن طائفة المفاهيم التي توغـل المتصوفة ف ذلك العهد بالحديث عنها دفعت مؤلفي الصوفية المعتدلين إ › ا ›› اع ف محاولة تقديمها منسجمة والتيار ا › س › مي السني . بالتقسيم الث › ثي الذي أشار إليه الب نويا ف : Nwyia , Al-Kalabadhi , p . 467 23 الك › باذي ، ، 1933 ص . 57 24 يشـير أبـو الع › عفيفي إ › أن المعرفـة بالله كانت قد تحولت ف طور متأخر من تأريخ التصوف ا › سـ › مي إ › مفهوم مركزي ترتهن به سـائر أجزاء الطريق . انظر : عفيفي ، ، 1963 ص . 93- 92 أما آدم ميتز ، فيشـير إ › أن بروز فكرة " معرفة الله" ( Knowledge of God ) ف القرنين الثالث والرابع للهجرة لم يعدم ما ي › ره ف ظل الشعور المتزايد بين المسـلمين بالحاجـة إ › أمور حيويـة ( fresh needs ) تدخل التجديد إ › روح الدين ا › سـ › مي . وعليه ، بدأت العنا › المسـيحية الهيلينية تشـق طريقا لها ف التصوف ا › س › مي ، وذلك عن طريق إكسـاب فكرة "معرفة الله ، " تلك التي لم تحمل ف عهد الرسول أكثر من معنى التجديف بالدين ، معاني جديدة للخ › ص والتطهير . انظر : . Mez , 1937 , p . 280

السابق:  |  التالي