|
|
صفحة: 72
تعرض للمـ › وع الصوف ، ذلك الذي بدأ يبلور له آنذاك نظاما متكام › من النظريات ، وأحكام السـلوك . ويذهب Arberry ف مقدمته لل › جمة ا › نجليزيـة لكتاب التعرف إ › أن هذا الكتاب يعـد الثالث ف أهميته بعد الرسـالة للقشـيري ( ت : ( 1072 / 465 وقوت القلوب لبي طالب المكي ( ت : . ( 996 / 386 ويرجع ذلك إ › أسباب عدة ، منها أنه مؤلف موجز ، فض › عن أن الغاية من تأليفه تنبع بالدرجة الو › من رغبة الك › باذي ف رسـم صورة إس › مية معتدلة للتصوف ف ع › ه . ومـع أننـا ل نؤيد ا › فراط ف وصف الثـار التي ترتبت عل حادثة قتـل الح › ج ف مطلع القرن الميـ › دي العـا › باعتبـار أن حادثة فردية كهـذه ل تملك وحدها أن تحمل مـا بولغ ف وصفه مـن آثار ونتائج؛ فإننا ل نسـتطيع أن نتجاهل تأثر الك › باذي ، الـذي كان طف › ف ذلك الوقت ، بهذه الحادثة ، المر الذي قد يسـلط كثيرا من الضوء عل تردد أصداء التعريفات التي وضعها الحـ › ج لبعض الصط › حات الصوفية ف قسـم الصط › حات من كتـاب الك › باذي ، وذلك عل الرغـم مـن تأكيد الخير عل أن البيئة التي عاش فيها الح › ج كانت قد شـهدت نكوصا حادا ف الفكر الصوف القويم ، ف منظوره . يمثـل القرن العا › نقطة تحول هامة ف تاريخ التصوف ا › سـ › مي؛ ففـي هذه الف › ة تجاوز التصوف مرحلة الحياة الدينية الفردية إ › مرحلة جديدة تسـتند إ › حركة منظمة ، أو مدرسـة ذات قواعد ورسوم وأساتذة من الشيوخ ل يمكن للمريد التقدم ف حياة الروح بغير إرشادهم . 3 بالمقارنـة مع مؤلفات الحارث المحاسـبي ( ت : ( 857 / 243 التي ل ت › بوجود رؤيا متكاملـة للفكرة الصوفية ، المر الذي ينعكس من خ › ل مؤلفاته التي ل تتخذ مسـاقا شـموليا يعالج التجربة الصوفيـة ف مفهومها الك ،› نجد مؤلف الك › باذي ذا مساق ك ،› يتعامل مع التجربة الصوفية بكل أبعادها ومفاهيمها . 4 انظر : . Arberry , 1966 , p . XI 5 انظر : . Arberry , 1966 , p . XIV 6 من بين الصط › حات التي يظهر ف تعريفها التأثر بالح › ج عند الك › باذي ، كما يشـير : Massignon " وجد ، " "سـكر ، " " جمـع ، " وعل نحـو خاص الثنائيـات الصط › حية نحو : "تجريـد وتفريد ، " "تجل واسـتتار ، " "فناء وبقـاء . " انظر : . Massignon , pp . 102- 103 7 انظر : . Nwyia , , p . 467 8 وتجدر ا › شارة إ › أنه ف العهد المبكر للتصوف ا › س › مي ( قبل القرن الرابع للهجرة ) لم تكن الع › قة بين المريد والشيخ ع › قة متينة . عل أنه منذ مطلع القرن الثالث للهجرة ( التاسـع للمي › د ) طرأ تطور ملحوظ عل نمط هذه الع › قة ، بدءا من المناطق ال › قية لب › د الفرس . وفيما كان المريد ف المرحلة الو › يزور شـيوخا عدة لكتسـاب تعاليمهم دون التزام بشيخ واحد منهم ، فإنه ف المرحلة الثانية اتخذ له شيخا خاصا يرتبط معه بع › قة تلمذة وثيقة . وقد أفرزت هذه المرحلة ظاهـرة الطرق الصوفية التي تعكس الطابع المؤسسـاتي للتصوف ا › سـ › مي ف أكثر صوره بلـورة . وبعد أن يحصل المريد التعاليم من شيخه ، يصبح قادرا عل الحصول عل ما يسمى با › جازة التي يمنح معها الخرقة تمييزا له عن غيره . انظر ف هذا الصدد : ؛ Meier , 1999 , pp . 189-219 وكذلك مقالنا : Salamah-Qudsi , 2009 , pp . 384 ff .
|
مجمع اللغة العربية
|
|