|
|
صفحة: 61
ولسوف أدعوك آه ! ماذا؟ ولسوف أكتشف لك سجنا آه من يخرجني منه " ! يحلـم النـا ف مخـدع المخاطبة ، ل نعرف مـا هو الحلم بالضبـط ، إل أنه أهـم ركائز القصيدة السـوريالية . خاصة أنها نظرت إ › الشـاعر باعتباره رائيا ، وباعتبار الشـعر رؤيويا . ف هذا الحلم ل يوجد منطق ، أو خط سير واضح . هناك محاولة لك › نظام الشياء ع › امتزاج منطقة الوعي مع ال › وعي . هذه الرؤيا مدركة لما تخطط أو ترسم له . ويأتي السطر التا › ليعيد موضوع التسمية إ › مركزية النص . لكن النا يستدرك ويتعثر . ونلمس من وراء ذلك حيرته ووقوعه بين أن يبوح بالسم أو يبقي عليها دون التسمية . ويتوعد أن يكتشف لها سجنا ، هو عبارة عن اسم يح › ها ضمن إطار ويحد من امتداد مدلولتها . لكن السـحر ينقلب عل الساحر ، فيجد نفسه أسـير السـجن الذي أراده للمخاطبة . وتنتهي القصيدة بمفارقة ل شك أنها تتكشف عن جدلية امتـدت عل طول القصيدة ، رغم لجوء الشـاعر إ › أسـلوب التورية ، التـي حاولت التمويه عل القارئ ، ومنحت الكتابة اللية ناصية القصيدة . وبذلـك ، يمكننـا أن نعت › هذه القصيدة ترتيلـة مبعثرة بامتياز شـك › ومضمونا . ول بد لنا ف هذا المقام أن نشـير إ › أن هـذا التبعثر لم يكن خالصا أو قاصدا للعبثية المطلقة . لن الشـاعر ، خاصة مع تكرار موتيف التسـمية باسـتمرار ، أراد أن يعالج أو يقول شـيئا بشأن عملية كتابة الشعر ، التي مع انتهائها ينشغل الشاعر بمنح قصيدته اسما أو عنوانا . وكأننا قابلنا النا المتكلم ف وضعيـة معينة ، هذه الوضعية هـي بعد انتهائه من كتابة قصيدة مـا . فتأتي هذه القصيدة وكأنها حوار ذو جانبين ، الول بين الشـاعر وذاته ، والثاني بين الشـاعر والقصيدة التي كتبها ، والتي نجهلها كقراء . فالشـاعر ل ي › كنا إل ف مرحلة التسمية ، المرحلة النهائية للقصيدة . ومن خ › ل هذه المشـاركة يطلع الشـاعر القـارئ عل موضوع هو من أهـم الموضوعات التي هدفت 54 القصيدة الرؤيوية هو ما ينشـده الحاج والسـورياليون إجمال . وهي ما ينجم عن امتزاج الحواس بطريقة تلغي عمل كل حاسـة عل انفراد . وذلك من أجل الوصول إ › المجهول ، سـيما أن الحاج رأى أن وظيفة السوريا › هي معرفة ذلك المجهول ف طريق معرفة أفضل ل › نسان والعالم . . Haidar , 2008 , pp . 165-166
|
مجمع اللغة العربية
|
|