|
|
صفحة: 60
المجهولين أمام "هن" كذلك هم لهم مواقفهم من مخاطباتهم . إل أنهم يختلفون عن النا المتكلم ف القصيدة ف أنهم قيدوهن وعمدوهن بأسـماء ، ف حين يسـتخف النا بالتسمية لدرجة أنه إذا أطرها باسـم فسوف ينسـاه . وف المقطع الذي أمامنا نلمس كذلك بعدا نقديا ويع › بصورة أو بأخرى أن الشـياء تسـمى وفق صفاتها ، فتعنون الكتب برائحة الغرف . والشـعر الذي يشـبه الزجـاج المك › يأخذ هذا العنوان أو التسـمية . هـذه ال › كيبة بالذات ، الزجـاج المك ،› تحيلنا إ › العنوان ، لنها تنضوي عل نوع من البعثرة . وكأنه يشـير إ › أن عملية التسـمية هي بمثابة وسيلة مساعدة لفهم ما هو غير واضح أو مفهوم . كل المور سميت لكن المخاطبة تستع › عل التسمية ، ويعلن أنه لم يجد لها منادى . والسبب من وراء ذلك أنها واضحة ول حاجة لما يف › ها . كأن التسمية جاءت للتفسير . والسؤال المطروح هنا ، هل عدم التسمية نابع من ضعف ، إذ يرى المتكلم نفسه ضعيفا أمام قوة المخاطبة ، وهو يحتاج للك › م والبحث عن اسم ليفرغ عن نفسه هول ما أحدثته المرأة بإثارتها؟ أم أن ذلك دليل قوة فيلتزم الصمت مؤثرا البوح عل التسمية؟ ا › جابـة ل تأتينـا مبا › ة ، بل هنـاك انتقال مفاجئ إ › مشـهد آخر : "تؤديـن أدوارك ف عيني وتفتحين شبابيك ف نخاعي . " ف هذا السطر يتخيل القارئ مشهدا غريبا تكون فيه عينا النا بمثابة خشبة الم › ح تؤدي عليها المخاطبة أدوارها . ومن الشـبابيك التي تفتحها ف نخاع النا نلمس المعتقد السـوريا › الذي من خ › له تكون المرأة طاقة إلهام وإيحاء ، ومجال لكتشاف العالم والذات . المرأة كذلك آلية للغوص ف عالم الح › م ، إل أن ما يميزها حقيقة امتزاج الوعي بال › وعي ، وبصورة أو بأخرى ، هذا ما أشار إليه بريتون حين أراد للسوريالية الوصول إ › النقطة العليا التي تتداخل فيها عوالم الوعي وال › وعي ، الباطني مع الداخ ،› وباختصار كل الثنائيات المتقابلة : " الحلم ف مخدعك ومخدعك حيلة واعية ! 53 إن دراسـات كثيرة قد عالجت مسـألة التسمية ومنح العنوان للنص . وهناك من يرى أن العنوان اسم له وظيفة ا › رشاد إ › التأويل ، وهناك من يرى به صيغة نقدية للنص يضعها المؤلف لنه أول من يحاكم نصه ويهذبه . وبالتا › ينظر إ › العنـوان باعتبـاره أول قراءة نقدية للنـص ، وإذا كان العنوان صيغة نقدية من هنا كان ل بد له من أن يتخذ موقفا من العمل الدبي . وهذا ما يجعلنا نضع الحتمال أن الحاج قد فرغ من كتابة القصيدة ، وهو الن منشـغل بنقدها وبالتا › بوضع اسم لها . راجع عن العنوان : حمد ، ، 2002 ص . 39
|
مجمع اللغة العربية
|
|