جوانب سوريالية في القصيدة العربية الحديثة من خلال قصيدتي (ترتيلة مبعثرة) و (هوية) لأنسي الحاج – امينة حسن

صفحة: 59

الدوران يتعزز هذيانه فيكتب تحت تأثير هذا الهذيان والتشويش وكذلك الجنون . وهذا ما يؤكد عـل قوة موقع المخاطبة مقابل النا ، المر الذي يتعزز بالسـطر التا : › "وأنا جرثومة مدللة بين نهديك . " وف هذا السـطر كما ف السـطر التي سبقت ، هناك إباحية وحسية أرادت السوريالية حضورها بقوة ف الشعر . وبها يتأكد ضعف وصغر النا الذي يبدو ف هذه الصورة كجرثومة مقابل عظم المرأة . إل أن هذه الجرثومة برغم وضاعتها تحظى بالدلل . بصورة غير مسـبوقة بإنـذار ينتقل النا إ › صورة جديدة . لكنه يجعل مسـافة بين القطعتين ، ربما ليدل عل بداية › ء جديد : "لقد عمدوهن بأسماء غريبة .... إذا دعوتك شيئا فسأنساه . " إ › هـذه اللحظة شـهدنا جدلية يتقابل فيها النا والمخاطبة . أمـا هنا فيظهر ضمير جديد ، هن . ول ي › ك الشـاعر مجال للقارئ كي يرجع إ › الخلف قلي › ويسـتدل إ › من يعود الضمير . المر الـذي يأخذ القارئ ل › قتناع بفكرة الكتابة الليـة ف القصيدة . ومرة أخرى يمكننا أن نلمس أن السوريالية اختلفت عن الحركة الدادئية بأن عبثيتها كانت ذات جدوى ولم تكن مطلقة . وبرغم الحتمـالت المتعددة التي يمكن معها إحالة الضمير ، بحيث يمكن القول بأن ما يقصد بالضمير مجموعة من النساء كانت بينهن الحبيبة التي يتغزل بها النا ويخاطبها ويبذل مجهودا بمنحها اسـما مغايرا لسـماء باقي النسـاء . وبما أن القصيدة السوريالية ، ل تسـ › يح إ › معنى واحد ، وتتميز بالتملص والنف › ت من قبضة الشـاعر ، نستطيع حينها أن نأخذ الضمير هن عل جانب آخر ، خاصة وأننا لمسـنا عل امتداد القصيدة المسـتوى الميتا-شـعري ، فإنه لمن المنطق أن نرى بالمخاطبـة قصيـدة انتهى من كتابتها الشـاعر وهو الن بصدد تسـميتها ، ول يريد لها اسـما كأسـماء القصائد التي أعطيت من قبل ، وبالتا › نعتـ › الضمير دال عل مجموعة قصائد . وهو أمر يت › ءم مع السياق أكثر ، المر الذي يتأكد من القطعة التالية : " هنـاك كتب لها رائحة الغرف وأناديها يا كتبا لك رائحة الغرف . هناك شـعر كالزجاج المك › أناديـه : أيها الزجاج المك . › لكن لم أمسـك لك بمنادى . أنت واضحة تتعقبني سـمرتك ولهاث رحمك يسكنني . " ومـن الواضـح أن ل › نا موقفا من قضية التسـمية . ومـن الحجم الذي تأخذه ف النص ، نشـعر بأهميتهـا ومركزيتهـا . ومن الواضح أنـه تم عقد مقارنة بصـورة خفية ف طرفهـا الول النا ومخاطبتـه التي انتـ › ت عليه وأغرقته ف هذيانـه . أما الطرف الثاني نجـد فيه مجموعة من

السابق:  |  التالي