|
|
صفحة: 57
الرمز غيب و › تك تغيب العالم كدوار الماء الرمز قوة ، ووهجك كسل مسلح وأنا جرثومة مدللة بين نهديك " . يطرح الشاعر ف سطر هذه القطعة الول سؤال يبدو لنا أنه خارج لحمة النص كقصيدة ، إذ لم نعتد أو لم ننتظر من الشعر ، الذي يقوم ف جزء منه عل الرمز ، أن يطرح هذا السؤال . وبكلمات أخرى فإن هذا السـؤال يتناسـب ونصوص بحث ودراسة للشـعر الحديث ، فالناقد أو الدارس قد يسـأل هذا السـؤال ، ويسـعى بعد ذلك ل › جابة عليه بصورة علمية . أما طرح شـاعر ضمن قصيدة هذا السـؤال ، فمعنى ذلك أن الشـعر خرج من نطاق وظائفه وانشغاله المحدود ، وبذلك أيضـا تتحقق ميزة المجانية التـي تحدث عنها الحاج ف مقدمته لتكون بذلك القصيدة نفسـها موضع انشـغالها ، ل تسـعى إ › › ء خارج أسوارها . زد عل ذلك أن هذا أحد المطالب الساسية للسـوريالية التي ترى بالشـعر معالجا لجوانب مختلفة من الحياة ومن ضمنها الدب نفسـه . والشعر إ › ذلك سعى إ › تعريف الشياء من جديد . ولو عثرنا عل جانب من الجدة والغرابة ف ظهور هذا السـؤال ف قصيدة ، نجد أنفسـنا نصدم ونستغرب أكثر حين تلقينا لجواب السؤال : "فم ف الماء" وهي إجابة ل تخلو من مفارقة إ › جانب الصدمة التي تحدثها للقارئ . وتشـكل ا › جابة ذاتها رمزا عميق المعنى . الفم هو مصدر الك › م ، ولكنـه موجـود ف الماء حيث يصبح الك › م صعبا ، ول يمكن فهمه . هكذا هو الرمز تركيبة تمتاز بالضبابية وا › بهام . ف هذا الجانب كذلك يمكننا أن نلمس المسـتوى الميتا-شـعري ف القصيدة . وعل ما يبدو فإن النا ما يزال تحت تأثير الهذيان الذي أصابه مع بداية القصيدة . هذا الهذيان يدفعه إ › الك › م بصورة غريبة أو آلية أو مستعصية . وتستمر غرابة الصورة السوريالية إ › السطر الذي ي ،› لتتأكد أكثر عبثية ومجانية السوريالية : " لكني فم أصلع وأعما › مخ › قة وب › هدف . " 52 قـد يكون من المفيد أن نذكر تأثر الحـاج بالنصوص الدينية التوراتية وا › نجيلية . وفيما يتعلق بالعبثية ، يسـتح › نا سـفر الجامعـة من العهـد القديم ، حين يقول الجامعة : "باطـل الباطيل الكل باطل ، " وهي ثيمة ت › دد ف السـفر كله وتشـير إ › عدمية العالم وعمل ا › نسـان طالما أنه غير مسـخر للـه . وهناك من لحظ أن قصائد الحـاج المتميزة بتعدد دللتهـا ، تف › إ › أبعاد دينية وما ورائية ، ومن بينها إشـكالية مواجهة الوجود والعدم . راجع : يحياوي ، ، 2008 ص . 51
|
مجمع اللغة العربية
|
|