|
|
صفحة: 55
إنني جائزة باسمك" يسـتهل الشـاعر قصيدته بلفظة لن ، اللفظة التي احتلت عنوان الديوان . هذا السته › ل يجعلنا نفكر أن ثمة أحداثا سبقت بداية النص . بمعنى أن هناك شيئا ما قد حصل نجهله نحن كقراء ، وهو غير موجود ف النص ، وبناء عليه قرر المتكلم أل يمنح المخاطبة اسما موسيقيا . وتحتوي هذه القطعة عل أربع جمل تامة . قاموسـها اللغوي سـهل وبسـيط ، يستطيع القارئ التعامل مع كل جملة عل حدة وفهمها بمسـتوى سـطحي ، واجدا صعوبة ف الربط بين الجمل أجمعها ككتلة نصية . فلو أعجبتنا الجملة الو › "لن أسـميك اسما موسيقيا ، " رغم أنها تحتوي عل شحنة موسيقية متوترة ، ن › حظ أن الجملة التالية لها تقوم عل صورة غريبة . فنحن لم نعتد الت › ع بهدية ، إنما الهدية تهدى . ويشـق ال › منطق وال › وعي طريقه إ › الجملة التي ت : › "إنني شـغوف بعريك حيث يأخذ هذياني مجده" وهي جملة سـوريالية بامتياز . أول لحضور المرأة فيها وتواجدها ف مركز الحديث ، وف مركز قوة . فانتصار المتكلم يتحقق من خ › لها ومن خ › ل عريها . وهنا نعود إ › فكرة السوريالية التي آمنت أن المرأة ، وإقامة ع › قة معها تحققان للرجل ذاته وكليته . ومن هنا يؤدي العري ، بما يوحيه من رغبة جسـدية ، إ › مجد الهذيان . والهذيان ، كما الجنون هو القوة الدافقة وأسـاس الشعر السوريا . › فبالهذيان تتحقق حرية النفس من المنطق والعقل ، وذلك يتم من خ › ل المرأة . والحديث هنا هو عن لحظة آنية ، كأن المتكلم موجود مع المرأة ويقوم بكتابة القصيدة . ول بد من ا › شـارة إ › أن الع › قة ليسـت ع › قة قائمة عل بعد مكاني . وهذا أمر خارج عن المأنوس ف الشعر . هناك إباحية وك › لحواجز الممنوع . وتأتي بعد ذلك الجملة الرابعة التي ترتبط أكثر مع الجملة الو › والثانية أكثر من الثالثة . وكأن الجملة الثالثة كانت بمثابة دخيلة ، حالت دون انسياب الشطر الول إ › الرابع ، وهنا ت › ز حقيقة الهذيان أو الكتابة اللية التي تفتقر إ › المنطق . ناهيك أن هذه الجملة كذلك تنطوي عل صورة شعرية غريبة يكون فيها النا بمثابة جائزة باسم المخاطبة . ومـن الم › حـظ من خ › ل هـذه القطعة بمجملها أن المـرأة تحظى باهتمام القارئ لن الشـاعر قـام بعملية تبئير وتسـليط ضوء عليهـا ، ونجد عدا ذلك أن المرأة ف مركز قـوة ، فبداية القطعة 48 الجنون بالذات ، لدى الحاج كما هو لدى السوريالية إمكانية تحقق حرية ا › نسان ، وبه فقط يمكن إحداث النق › ب . لذا نجده ف مقدمة لن يقول : "إما الختناق وإما الجنون . بالجنون وحده ينت › المتمرد ويفسح المجال لصوته كي يسمع . ينبغي أن يقف ف الشارع ويشتم بصوت عال ، يلعن ، وينبئ هذه الب › د ، وكل ب › د متعصبة لرجعتها وجهلها ، ل تقاوم إل بالجنون . " الحاج ، ، 1994 ص . 14
|
مجمع اللغة العربية
|
|