|
|
صفحة: 54
. 2 قصيدة ترتيلة مبعثرة نحـن بصدد قصيـدة نثر أخرى لن › الحـاج . ويحيلنا عنوان هذه القصيـدة المميز إ › مقدمة ديـوان لن . فال › تيلة التي خلناها قصيدة منظومة ، أو ترنيمة دينية ، نجدها عند الحاج مبعثرة . تمامـا كقصيـدة النثر التي رأى بها ملتقـى للفو › الهدامة من جهـة ، وللتنظيم الهند › من الجهـة المقابلة . ونسـتطيع الذهاب إ › أبعد من ذلـك فنقول إن العنوان يحتـوي عل بعد ميتا شعري ، المر الذي امتاز به أن › الحاج بشكل كبير . وكأن الشاعر يقول هاكم جنسا أدبيا هو قصيدة النثر ، فيكون النص الواقع تحت العنوان عبارة عن حديث عن عملية الكتابة ضمن هذا الجنـس . أضف إ › ذلك ، فهو ، العنوان ، الواجهة الو › التي تعلن عن ميزة سـوريالية . الفو › والبعثـرة . فعند السـوريالية ل يوجد تنظيـم لل › اتيل ، بل هناك اقتحام لهـذه الصفة ومحاولة لنبذهـا . والقارئ الذي يبدأ بمحاولة لبناء أفق توقعات انط › قا من العنوان ، يسـتطيع أن يتهيأ لقـراءة مقاطـع مبعثرة ل صلة بينها . ول بد والحال هـذه أن يكون هناك توظيف كبير ل › وعي والكتابة اللية . عندمـا ننتقل إ › جسـد النص ، ن › حظ أن القصيدة تظهر عل شـكل مقاطـع م › اوحة الطول ل يحكمهـا وزن أو قافيـة . وإنه لمن سـمات قصيدة النثر ، كما هو الحال بالنسـبة إ › الشـعر السـوريا ،› السـتغناء عن تجمي › ت الوزن والقافية ، بالمقابل هناك اعتماد ك › عل الموسـيقى الداخليـة التي تخلق بفعـل الحروف ، الكلمات ، ع › قـات تلك الكلمات مع بعضهـا ، والتوترات الناتجة عن مادة النص . تبدأ لعبة ال › منطق وعدم الوضوح ف هذه القصيدة منذ أسطرها الو : › " لن أسميك اسما موسيقيا ، لن أت › ع لك بمفاجأة إنني شغوف بعريك حيث يأخذ هذياني مجده 47 إن مسـألة الميتا شـعرية لدى الحاج ، تعكس وجهة نظره وكذلك وجهة نظر مجلة شـعر . خاصة من منطلقهما الذي يربط بين القصيدة الحديثة ووجود لغة شـعرية جديدة ، من هنا برزت إشـكالية التعبير عن الجديد بالقديم . فكان عل الشاعر أن يعالج ، إذا صح التعبير ، هذه ا › شكالية ف شعره ، فظهرت سمة الميتا شعر كنقد للشعر داخله ، وكذلك رفض السـاليب القديمة للكتابة . وهو أمر شـائع ف قصائد الحاج ، لكن بواردي ي › حظ أن الحاج ل ي › ز هذا الجانب بشـكل علني ، مما يدخل القارئ والناقد ف إشـكالية تمييزها . راجع : . Bawardi , 2007 , p . 42 ول بد لنا ف السـياق ذاته ، أن ن › حظ أن الحاج قد أفلح بخلق لغة جديدة تناسـب القصيدة الحديثة ، وهو ما جعل أدونيس يكتب عنه ويقول : "معك يزداد استخدامنا لحا › الكلمة ، ويزداد نسياننا لماضيها ، وتخلينا عن تاريخها . ومعك يصير شعرنا حركة طلقة ، فع › حرا ، تناقضا مدهشا- أعني يق › ب شعرنا ، معك ، أن يكون شعرا . " أدونيس ، ، 2005 ص . 324-323
|
مجمع اللغة العربية
|
|