|
|
صفحة: 49
المجهولـة والمختفيـة تحت غطـاء العتمة والليل . لكنه يهرب ، ثم يسـتدرك ، إذ إنـه الفق ، وكأن المسافة بينه وبين ما ي › حقه فيها من البعد الكاف لضمان المان له . ون › حـظ مـرة أخرى أن القوالب اللغوية والنحوية منها تخ › ق . فالسـوريالية أرادت للغة أن تخـرج مـن ثوبها التقليدي . وها هو الحاج يقوم بذلك فيخطف الصدارة من حرف السـتفهام ليمنحها لفعل الهروب ، ربما لهميته . "أهرب أين وأنا الفق؟ . "فق؟ وربما ، كما كنا قد أسلفنا الذكر أن اللغة تتخذ طابعا عاميا . ف المقطـع التـا › نجد متوالية مـن الجمل الخ › ية القصـيرة : "الحياة حية . العـين درج ، العين قصب ، العين سوق سوداء . عيني قمع تقفز منه الريح ول تصيبه . هل أعوي؟ ال › اخ ب › حبل . هناك أريكة وسأصمد . " تتميـز هذه القطعة بغرابة الصور السـوريالية المحتشـدة فيها ، فالحياة حيـة ، وقد يكون هذا ناجمـا عـن كون الحياة متقلبة ما بين نهار وليل ، أو لنهـا كالحية تغدر وتطعن من الخلف لذا ل يمكـن الوثـوق بها . ومن المثير هنا قصة العين التي تـ › اوح ما بين أكثر من صورة . من درج إ › قصب ، فسـوق سوداء وقمع . ولعل القارئ يقع ف حيرة من أمره ، ويجد نفسه ملزما بإيجاد مـا يربـط بين هذه الصور . بصورة أو بأخـرى يمكن القول بأن العين بمثابة وسـيلة انتقالية ، فلو كانت درجا ، فهي تربط بين مكانين : عال وسـف . › وإذا كانت قصبا فإنها تربط بين النبات قبل نضوجه إ › غاية اسـتخ › ص السكر والمذاق الحلو الداخ › الذي يحتوي عليه . لكن ل يمكن ح › الدللة ف هذا الباب . ذلك أن القصب يمكن اسـتخدامه كصنارة صيد ، ومن خ › ل إفراغه يمكن أن يكون نايا ي › عليه النا اللحن الذي يريد . وإذا كانت العين سوقا سوداء فتكون وسيلة لتمكـين الفرد من الحصول عل احتياجاته بصورة خارجة عل القانون أو غير م › وعة . أما إذا كانت مثل القمع فإنها تكون عبارة عن قناة تربط بين خارج وداخل . ويجد النا المتكلم نفسـه متعبـا وم › حقا إثر هذه الصورة المتتالية بوتيرة حادة ، فيحاول أن ي › خ أو يعوي . والعواء قد يصـدر عـن حيوان ف حالة من الوحـدة . لكن هذا العواء أو الـ › اخ دون حبل . قد يكون حبل النجاة الذي يؤدي بالمسـتنجد للوصول إ › طريق المسـاعدة ، أو قد يشير الحبل إ › عملية امتداد 44 ف هذا السـياق ، يعت › الجنابي أن شـعر الحاج يقوم "عل ك › البنية الك › سـيكية لمسـار الجملة العربية وتركيبيتها الب › غية ، فاتحا تنسيقا جديدا للكلمات من حيث نظام تتابعها النحوي . وكأن اللغة هي التي تحدد موضوع القصيدة ، وليـس الموضوع الخارجي هو من يحدد لغة القصيدة ، وبالتا › موضوعها . وتكشـف معظـم قصائد الكتابين الولين ، لـن ، و الرأس المقطوع ، عن تجـاور كلمات توليدي ف نحو الجملة وتركيبها ، تتخلص فيه الكلمات من المعنى المعطى لها قاموسـيا ، محدثة انزياحا جديـدا ف الحقل الدل › المطلوب لفهم الجملة . " راجـع الصفحة ا › لك › ونية : http : // alghaoon . com / alghaoon / index . php ? option = com _ content & task = view & id = 153 & Itemid = 42
|
مجمع اللغة العربية
|
|