جوانب سوريالية في القصيدة العربية الحديثة من خلال قصيدتي (ترتيلة مبعثرة) و (هوية) لأنسي الحاج – امينة حسن

صفحة: 46

القصيدة وينساب ك › مه آليا منفلتا من أية رقابة عقلية أو ضبط . ف الحلـم يفتح النـا المتكلم نافذة يع › منها إ › الخارج ويطـير . وإن ذلك ليثير فضول القارئ حول سـبب الخروج من النافذة والطيران ، لكنه › عان ما يحصل عل المقطع الذي يختبئ فيه وراء امرأتـه ليمكننا من القول بأن النافذة شـكلت طاقة تفتـح عل عالم المجهول والبحث فيه . وقد أدت نتائج البحث إ › امرأته التي قد تكون عنوانا للبحث ، وهي إ › ذلك ، تشكل م › ذا للرجل من › ء أو خوف يطارده . واسـتنادا إ › ما قيل أع › ه ، نعت › أن هذه القصيدة تأخذ بعدا سـورياليا آخر ، فيه يكون للمرأة حضور ، وحضور قوي يتميز بتشكيلها مصدر قوة وحماية للرجل . ومما يؤكد لنا أن النا المتكلم كان يبحث عن هذه المرأة ، أو لنقل النثى من خ › ل إع › نه عن أمر بحثه حين يقول : "أبحث عنك أنت أين يا لذة اللعنة ! نسلك ساقط ، بصماتك حفارة" ومن الغريب أنها تشكل بالنسبة له م › ذا رغـم كونهـا لذة ملعونة . ولربما نعتقـد أن هذه المخاطبة قد تكون امـرأة أو القصيدة . ذلك أن كلتيهما تنسجمان ف نسق واحد لدى الحاج ، لتكون إحداهما استعارة ل › خرى . في › حظ الباحث عبـد القادر الغزا › أن المرأة والكتابة لـدى الحاج لهما ذات الوهج ف ا › غراء والغواية ، وإذا كان الحـاج ينادي المرأة أو القصيدة ، فإن ذلك ف المحصلة الخيرة يشـكل نـداء ل "الهبة الوجودية الكاشفة ، " وأكثر من ذلك ، فهي تشكل كلية الشاعر ما يدفعه لمناداتها واللوذ بها . عندها ، تمكنه من إقامة ع › قة بالحياة ع › كشف موجوداتها وخباياها . هـذه الصور مجتمعة ، ومتشـابكة ل تخلق إل حالة من التشـويش وا › رباك ، ما يسـتع › عل المتلقـي الركون إ › اتجاه واحد ف تأويل القصيدة . ولعل هذه الوتيرة النفسـية المشـحونة ذات ا › يقاع ال › يع هي ذاتها البيئة السائدة للقصيدة السوريالية . وتشـكل المادة الخيالية الناتجة مـن الحلم صورا ذهنية تعبث بالقواعد والمسـلمات ، فهو الذي يختبـئ تحـت امرأته ، وهو الذي يسـعى ل › نجاب دون يأس . لكننا ل نعلـم إ › من يوجه نداءه حين يقول : الشـاعر السـوريالية موجهة نحو الحلـم ومناطق ال › وعي . وف هـذا المضمار ي › ح الحاج "الحيـاة الحقيقية تبدأ ف المنام . " داغر ، ، 1979 ص . 120 42 الغزا ، 2007 ،› ص . 489-488 ، 484 ، 478

السابق:  |  التالي