|
|
صفحة: 24
. VIII إذا كان الرجز والمتقارب والخبب من البحور الهامشية ف الشعر الك › سيكي ، ف › شك أن المتدارك ينـزوي ف هامـش الهامش . بل إن من يقرءونه مفتوح الراء يذكـرون عادة أن الخليل بن أحمد جهلـه ، أو أهمله ، وتداركـه تلميذه الخفش . رغم خموله المذكور ف الشـعر القديم ، بحيث يندر أن نجـد قصيدة منه ف دواوين الشـعراء المعروفين ، مقت › ا عـل أبيات قليلة ف كتب العروض ابتكرها النحاة فيما يبدو للتمثيل ، إل أنه ف الشعر الحديث ، وف المبنى التفعي › بالذات ، انتقل إ › الصدارة ، خاصة ف المرحلة الخيرة من الشـعر الموزون ، وذلك لخفوت إيقاعه ف القراءة العادية بحيث يمكن أن يلتبس ف أحيان كثيرة بالنثر . ظهر المتدارك ظهورا باهتا ف بعض قصائد المهجر الشما ،› وف قصائد "تجريبية" من المتدارك التفعيـ ،› بين الحربـين العالميتين . بل إن لويس عوض ، ف كتابه الريادي بلوتو › ند ، الذي صدر لول مـرة ف القاهرة ،( 1947 ) اعتـ › ه وزنا جديدا ، وكتب فيه "قصيدتين" للتمثيل ، ف سـياق دعوتـه إ › تحطيـم عمود الشـعر . إل أن هذه "التجارب" كلها ، كما أسـلفنا ، ظلت هامشـية ، فلـم تلق إقبال الشـعراء ول عناية النقاد ، ليكون بعث المتدارك الحقيقي مواكبا لبتكار الشـعر التفعي › بعد الحرب العالمية الثانية ، وف المرحلة الخيرة منه بوجه خاص . يتشـكل المتدارك الك › سيكي ، وله أسماء أخرى كثيرة ، من فاعلن ( - ں - ) ثماني مرات ، أربع ف كل شطر ، وقد يصيبه الخبن ، بحذف الساكن الول ( - ں ں ) ف تفعي › ته كلها دونما تقييد . أما ف المبنى التفعي › فيجيء ال › ب؛ التفعيلة الخيرة ف البيت / السطر ، ف تنويعات كثيرة أشهرها : الصحيحة فاعلن ( - ں - ) المذكورة أع › ه ، فعل ؛ ( - ں ) فاع › تن ،( - - ں - ) فاع › ن - ں - ) ه ،( با › ضافة طبعا إ › الخبن ف المقطع الول الطويل منها جميعا . يجـدر بالذكـر هنا أن المتـدارك التفعي › غالبا ما يتداخـل ف المتقارب ، لدى شـعراء كثيرين ف العقـود الخـيرة ، بحيث يمكن القول إن وزنـا مبتكرا نجم عن هذا التداخل أسـميناه المتدارب . نريد التأكيد هنا أن هذا المزج بين الوزنين لم يكن سـهوا أو خطأ "يقع فيه درويش والكثير من شعراء التفعيلة ، " كما يرى الشاعر شوقي بزيع ، بل كان مزجا متعمدا يرمي إ › "قتل" الوزن بحيث يبدو الشعر التفعي › ف هذا الوزن "الهجين" جد قريب من النثر . هذه الظاهرة تناولناها 26 عوض ، ، 1989 ص . . 20 27 بزيع ، . 2009
|
مجمع اللغة العربية
|
|