|
|
صفحة: 11
بحيـث يمكن إهمالها ف النظـرة العامة إ › ا › يقاع ف القصيدة الك › سـيكية . نعني بذلك الرمل والمن › ح والمتقارب والمضارع والمديد والمتدارك إ › غير ذلك . هذه البحور الخمسـة؛ الطويل ، الكامل ، الوافر ، البسـيط ، الخفيف؛ ظلت ف الواقع مهيمنة عل القصيـدة العربية طوال العصور الوسـطى ، بما فيهـا "ع › النحطاط" أيضـا . فهذا الع › الطويل كان ف › ة تراجع وجمود ف كل ظروف الحياة ، السياسـية والقتصادية والثقافية ، حتى أن بعـض المؤرخين يسـميها الف › ة المظلمة . لـذا لم تعرف القصيدة العربيـة ف هذه الف › ة أي منحـى تجديدي يذكر ، فاقت › ت عل تكـرار موضوعات وصور وأوزان السـالفين . من ناحية أخـرى ازدهرت ف القرون الخـيرة من هذه الف › ة صنوف عديدة متنوعـة من التلهي اللفظي ، أو ما يسـمى البديع ف الب › غة ، وشاع فيها أيضا التشـطير والتخميس وا › خوانيات والحاجي ، بحيث يمكن اعتبار هذا الشعر "غير الرسمي" أبرز المعالم الفنية ف تلك الف › ة . ف سياق النظر ف ا › يقاع ف العصور الوسطى ، يجدر بنا طبعا ذكر الموشح الذي ابتكره شعراء الندلس . اختلف مؤرخو الدب ف أصل نشـأة الموشـح : هل هو من ابتكار المشـارقة ، باعتباره تطويرا للشـعر المسمط ، أم هو من استحداث شعراء الندلس بتأثير الحياة الجديدة والفولكلور الغنائي المح . › إنها مسألة تاريخية أدبية ل تهمنا ف هذا السياق بالذات ، وإن كنا نميل إ › الخذ بالرأي القائل إن هذا المبنى ا › يقاعي الجديد وليد البيئة الجديدة ف الندلس . يقوم الموشـح عل وحدات سـيم › ية ، تسـمى كل وحدة منهـا بيتا ، ويتألـف كل بيت من عدد ثابت من السـطر؛ 4-3 أسـطر ذات قافية خاصة بها هي الـدور ، وتلحق القافية فيه الصدر والعجز عادة؛ ومن قفل يضم سـطرا أو اثنين ، يلتزم فيه نظام تقفية ثابت عل امتداد الموشـح ، فيشـكل "لزمة" تتكرر ف كل قفل . باختصار كان الموشـح تجديدا ف ا › يقاع الشعري تمثل ف تنويع القافية وتقطيع السطر الشعري ف القفل إ › أكثر من قسمين أحيانا . إل أن الموشح ، من ناحيـة أخـرى ، لم يك › البنية البيتيـة ف ا › يقاع التقليدي ، ولم يلغ القافيـة رغم التنويع فيها . بـل إن القافية ف الموشـح "المركب" غالبا ما تشـكل عبئا يفوق ما تقتضيـه القافية الموحدة ف القصيـدة التقليديـة أيضا . بكلمة أخرى؛ يبدو أن ابتكار الموشـح لم ينشـأ نتيجة رؤية جديدة للحياة والشـعر انعكسـت ف جميع مقومات القصيدة ، بما فيها ا › يقاع ، بل اقت › "التجديد" عل الشـكل ا › يقاعي دون غيره . ذلك أن الصور الشعرية ، والمعجم الشعري ، والمباني ، لم تخرج جميعها عن المألوف المكرور ف الشـعر الم › قي ، بل عانت ف أحيان كثيرة من الركاكة والبتذال والتسـطيح أيضـا . هذه السـمات المتناقضة ف الموشـح : تجديد ف ا › يقـاع ، وإن كان محدودا ،
|
مجمع اللغة العربية
|
|