|
|
صفحة: 22
بيوتنا بما فيها ، رأينا الفراش مع الطعام بين حطام البيوت وقد أجبروا الناس بالالتحاق في سياراتهم لينفوهم إلى مكان آخر وأنا رفضت وأصررت على أن الحق بحطام بيتي فأينما سيضعونه سأذهب وتصديت لإجبارهم على دخولي حافلاتهم فشتموني وكسروا يدي وأدخلوني رغما عني ، نقلونا آنذاك إلى منطقة وادي النعم ولم نستطع التأقلم فهذه أرض ليست أرضنا ورائحة المصنع الكيماوي في رفيفيم ضيق علينا حياتنا . ذهبت إلى الكنيست ، تنقلت من حافلة لأخرى فكان التنقل صعبا للغاية في فترة ما قبل 15 عاما إلى أن وصلت إلى بوابة الكنيست وقد جاء إلى هناك عدد من رجال قريتي ليطالبوا بأراضيهم ، كنت المرأة الوحيدة فليس لدي زوج ، وإذا لم أطالب أنا بحقي وحق أبنائي فمن سيفعل ، بقيت هناك لمدة ستة أشهر لم أفارق المكان رغم تردد الرجال الذين كانوا معي إلى قراهم وعائلاتهم ومن ثم العودة إلى الكنيست فلم أتحرك من هناك للحظة واحدة ، وكم حاولوا إقناعي بالعودة إلى دياري فرفضت ولم أتنازل إلى أن وجدوا طريقة يحتالون علي بها إذ أحضروا رجالا من منطقتنا ووعدونا بالمجيء إلى النقب وحل الموضوع بطريقة ستحظى بإرضائنا ولكنها فقط كانت حيلة لأترك مكاني وأعود ، فقد عرضوا علينا أراضي لا ينفع فيها لا زرع ولا مرعى ، وإضافة إلى ذلك فهي بملكية أناس آخرين فهل سنبقى ضيوفا على أرض جرداء؟ فرفضنا وعندما انتقلنا إلى بير هداج حيث وجدنا المكان أقل ضررا والمنطقة بعيدة عن المصنع ، رغم أنه لا تنفع للزراعة فاكتفينا بالمرعى ولم أكن راضية عن وضعنا ولكن الناس حاولوا تقبل الوضع وبنوا بيوتا ولكنني بنيت بيتا وجهت مدخله للطريق لا كسائر البيوت تعبيرا عن رفضي لهذا الواقع وفي نفس الفترة حضر إلينا بعض المسؤولين من ألمنهال وبدأوا بالخطابات فقمت في منتصف خطاب أحدهم ووقفت مكانه أمام الناس وقلت : هذه أرضن ا وأرض أجدادنا ، عندماحضرت تركيا إلى هنا لم تحاربنا ولم تطردنا من أرضنا ، ومن ثم الإنجليز لميرح لونا ، فلماذا إسرائيل تطاردنا وتحاول طردنا ونحن لم نحارب أحدا ولم نضر إنسانا ، فنحن بدو عزل لا نملك السلاح لمواجهة أي حرب فلماذا تعلن إسرائيل الحرب علينا . إسرائيل حكومة تدعي أنها ديمقراطية ولكنها معنية بالبلاد لا العباد ولكن أجدادنا مدفونون في هذه الأرض ونحن سندفن والأجيال القادمة ستبقى وسننحت أسماءنا على كل صخرة على هذه الأرض . البنت في مجتمعنا مخلوق ضعيف وهي ضلع قاصر لا تملك الحول ولا القوة لتتحدى المجتمع إلا إذا تعلمت ، فأنا أشجع التعليم والخروج من العائلة إلى المجتمع الخارجي لمواجهة الصعوبات ، والقانون يجب أن يحمي المرأة كالرجل ولكن بدون أن تتخلى عن عاداتنا وتقاليدنا المحافظة ، وإذا احتمت المرأة برجلها ، الرجل البدويالقوي ستحمي نفسها دون شك . المصدر : صحيفة سدرة – إصدار جمعية سدرة النسائية ) النقب . )
|
مركز اعلام
|
|