جهاز التعليم العربي: قضايا عالقة كانت وما زالت

صفحة: 125

بمجمل الوضع العام بغرض نجاعة العمل ، ناهيك عن غياب الرؤية الشاملة لدور جهاز التعليم العربي في التطور والتنمية المجتمعية . عملت هذه اللجان على تقديم تقاريرها ، وقد تميزت هذه التقارير بثلاث صفات أساسية : . 1 عدم التطرق الكافي للقضايا التربوية المميزة لجهاز التعليم العربي ، بالمقارنة بجهاز التعليم العام الإسرائيلي . . 2 تجاهل شبه مطلق للأهمية الحاسمة لمشاركة السكان العرب في تعليم أولادهم . فقد تجاهل واضعو التقارير حقيقة أن الجانب الكمي فقط ليس هو العامل الوحيد الذي يقرر جودة الجهاز ، وإنما أيضا الجانب النوعي ( التربية على القيم . ( . 3 تجاهل الجانب التنظيمي لجهاز التعليم العربي ، بصورة خاصة ، المسائل الآتية : من هو القسم الذي سيدير الجهاز وما هي صلاحياته؟ ما هو حجم المسؤولية والمساءلة ( Accountability ) الملقاة على أصحاب الوظائف؟ وما هي مضامين التعليم ومن يحددها؟ ولم يكن إغفال هذه النقاط وعدم التعامل معها والتطرق إليها من قبل تلك اللجان المعينة من فراغ أو من باب النسيان . إنما كان ذلك لأسباب سياسية وأيديولوجية ، والتي كانت وما زالت البوصلة الموجهة في تعامل السلطات مع الجماهير العربية عامة والقضية التربوية والتعليمية خاصة . مصادر الإشكالية في قيام جهاز التعليم بدوره التربوي والتعليمي يمكن تحديد مصادر الإشكالية في مجالين مكملين لبعضهما البعض : ( 1 مشاركة مجتمعية عامة غير كافية . ( 2 الامتناع عن معالجة المبنى التنظيمي لجهاز التعليم . ولكن هذه المشاركة غير الكافية ، وهذا الامتناع ليس نتيجة لكون طابع المحافظة في جهاز التعليم ( أسوة بكل أجهزة التعليم ،( بل يعود ذلك بسبب مكانة الأقلية العربية ، القومية ، الدينية ، والمدنية . كما ويأتي طابع هذه المحافظة نتيجة الانطواء الداخلي للأقلية العربية وذلك بسبب دفعها خارجا حتى درجة الإقصاء من قبل مجموعة الأغلبية . إن غياب الضغط الجماهيري من قبل الجمهور العربي وممثليه ، وعدم مشاركتهم وانخراطهم في كل ما يتعلق بالجهاز التعليمي ، ينبع أساسا من كون هذا الجمهور لم يحظ على مدار سنين طويلة بالمشاركة في الجهاز العام . فعلى مدار سنين

السابق:  |  التالي