جهاز التعليم العربي: قضايا عالقة كانت وما زالت

صفحة: 124

على بلورة شخصية مرب واثقة بنفسها وفخورة بانتمائها . ومكانتها ودورها في جهاز يقوم بخدمة مجموعة أقلية تختلف عن مجموعة الأغلبية ، قوميا ، ودينيا وثقافيا . من الأجدر بنا أن نشير بداية ، إلى أن أدبيات اليوم في تعاملها ومجالات بحثها ومضمونها شبيهه إلى حد كبير بتلك الأدبيات والدراسات التي قام بها المرحوم سامي مرعي . إلا أن الدراسات اليوم خطت خطوات واسعة في التعامل مع مجمل القضايا التي يعاني منها جهاز التعليم العربي ، وما كان لهذا أن يحصل لولا من وضعوا أمام الباحثين اليوم الخلفية النظرية والخبرة التراكمية ، ومن أوائل الرواد كان المرحوم الدكتور سامي مرعي . قضايا عالقة إن تطوير وإنتاج جهاز التعليم العربي وتحسين أدائه ، مرهون ، في رأيي ، بتوفير عنصرين أساسيين : الأول : هو منح الحق الأساسي ، والفرصة للأقلية العربية لإدارة جهازها التعليمي أو على الأقل منحها أمكانية مشاركة أكبر في كل ما هو متعلق بتربية وتعليم أبنائها . يستند هذا المطلب إلى المواثيق الدولة بشأن الحقوق الجماعية للأقليات الأصلانية ( أقليات وطن ) بشكل عام ، والحقوق الجماعية في مجال التعليم على نحو خاص . الثاني : هو تطبيق سياسة تخصص وترصد موارد ملائمة وكفيلة بسد الفجوات بين جهازي التعليم العربي واليهودي . هذان العنصران ، معا ، وكل منهما على انفراد ، من شأنهما أن يحسنا أداء الجهاز . ولكن هذين العنصرين ليسا ضمانة لهذا التحسين المأمول ، بدون سند تربوي منهجي يرافق الجهاز ، ويأخذ بعين الاعتبار ويطوع التغييرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي تمر بها هذه الأقلية وتتأثر فيها . لقد تعاملت وزارة التعليم ، وما زالت تتعامل مع التعليم العربي باتباع سياسة إقامة اللجان عند كل مرة يبدي فيه الجمهور العربي أو قيادته استياء من عمل الجهاز ( خاصة عند الإعلان عن مخرجات الجهاز في كل ما هو متعلق بالجانب التحصيلي . ( لدرجة أن تحولت هذه السياسة في وتيرة تكرارية وجعلت هذه اللجان ، مع الوقت ، موضع استهزاء في أوساط العاملين في جهاز التعليم العربي . فقد وضعت هذه اللجان تقارير تضمنت بصورة عامة وصفا للوضع الراهن وتوصيات للعمل المستقبلي . وتمحور عمل هذه اللجان كالعادة في مسألة عينية وليس

السابق:  |  التالي