|
|
صفحة: 110
في أحد حالات الصراع الشرق أوسطية ، ومن الممكن الإشارة إلى هذا المؤلف كونه زخم نتاج لدراسات تربوية متعددة أجراها سامي مرعي عرجت على تطور جهاز التربية لدى الأقلية الفلسطينية ، وتناولت تشكل الهوية الثقافية لدى الأقلية الفلسطينية ، ودراسة الإبداع التربوي والتأسيس له ، والتعليم العالي الفلسطيني ودراسة المجتمع الفلسطيني في إسرائيل مقارنة مع باقي أنحاء المنطقة العربية والفلسطينية ، وهو ما قام المرحوم بكتابته أثناء مكوثه في الولايات المتحدة في جامعة ميشغان كبروفسور ضيف وهو الكتاب الذي يهديه لكل من زوجته الدكتورة مريم مرعي وولديه خليل ورشا . رأى سامي مرعي الأقلية الفلسطينية في إسرائيل ضمن صيرورة تناقضية الوجود والمفهوم : فهم تارة مواطنون في دولة لم تنفك في صراعها مع الأقطار العربية ، وهم يجسدون في واقعهم تمثيلا لما يتنافى مع الثقافة الغربية في سياق ثقافي غربي في غالبيته يتجسد في الوجود الإسرائيلي؛ وبعد ثلاثة عقود من الصراع ( فترة صدور الكتاب ،( تحول الفلسطينيون من أكثرية قومية إلى أقلية اثنية وعرقية ، وهي الأقلية التي باتت تمر في حالة من إعادة التشكيل أو ما سماه " الفلسطنة ، " وهو التشكل الذي خلقته حالة الصراع الدائم مع الكيان الإسرائيلي ، وبرغم كون العرب مواطنين في إسرائيل إلا أنهم لم ينفكوا يشعرون أنهم جزء من حال العالم العربي الكبير ، في هذه الأوصال المتقطعة وحالة الانفصال والاغتراب المجتمعي والثقافي والنفسي هذه يعمل جهاز تعليم الفلسطينيين في إسرائيل ، وهو الجهاز الذي يعاني من سيطرة مركزية مطلقة ، في حين يتكون طلابه ومستخدموه تاريخيا ، وشرعيا وأيديولوجيا من شريحة لا تلتقي أهدافها وتطلعاتها مع أهداف الأكثرية المسيطرة . إضافة إلى ما تقدم تمثل الأقلية الفلسطينية في إسرائيل امتدادا للمجتمعات النامية ، وفي هذا الباب يشارك أبناؤها في عادات ، وبنية مجتمعية واقتصادية وسياسية أكثر ما تجسد فيها الحالة العربية عن تجسيدها للحالة الإسرائيلية؛ وفي حين يخضع الفلسطينيون في إسرائيل إلى مصطلحية الأقلية القومية ، إلا أنهم لم يطوروا وعيا أقلياتيا ، وهنا يشير إلى أن مفهوم الذات عند كل من العرب واليهود في إسرائيل ما زال مغلوطا ويتعارض مع واقعهم الديموغرافي الفعلي ، ففي حين يشعر العرب الفلسطينيون أنهم شريحة من الوطن العربي الكبير ، تمارس الأكثرية اليهودية سلوك الأقلية في تشكلها المفاهيمي وتعاطيها اليومي ، وكل منهم يمثل حالة أخرى من الصراع ، وهو الصراع الذي اليومي والذي جهاز التعليم أحد تجلياته ومسارحه اليومية ، وجهاز التعليم العربي يتموضع في تعاطيه في خضم هذا الصراع ، وهو الصراع الذي نتوقع من . 1 أنظر تجسد هذه الفكرة في فصل سامي مرعي ونظرية الاتصال ، حيث يسرد المرحوم وبشكل عيني صراع تشكل الهوية .
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|