|
|
صفحة: 93
لقد قام الدكتور سامي مرعي بتحضير مذكرة لخطة التأسيس للمعهد ، وهي ما قام بتقديمها لرئيس قسم التربية في جامعة حيفا السيد موشي رينوت ، والذي بدوره قام بتقديمها لكل من رئيس الجامعة البروفسور اكتسين وبروفسور لبكين ، وكان مجمل ما تضمنته المذكرة ، خطة لإقامة المعهد وإستراتيجية عمله إلى جانب طلب لمشاركة الجامعة ووزارة المعارف في دعم المعهد ، وهي المذكرة التي قام البروفسور العاد بيلد بتصديقها وفق الشروط التالية : ( 1 ) أن تقوم مؤسسات الجامعة بتصديق المبادرة؛ ( 2 ) تدوين اتفاق خطي مع وزارة التربية والتعليم ( 3 ) تخصيص مكان ثابت لعمل المعهد ونشاطه . أما مدخل المذكرة التي تقدم بها سامي مرعي إلى رئيس قسم التربية في الجامعة ، فقد افتتحت بتصريح مفاده : " الهدف الأساس للمعهد هو المساهمة الجادة في تطوير نوعية الأداء التربوي في المؤسسات التي تدرس باللغة العربية ، " وبعد ذلك قام بعرض ملخص تاريخي لأهم المبادرات والأبحاث ، وأن التعليم العربي وبعكس التعليم اليهودي عانى من آلام الولادة الأولى بعد قيام ( الدولة ) ولم يشكل حالة استمرار طبيعية مثلما هي عليه في جهاز التعليم اليهودي ، وهو ما يؤكد حاجة التأسيس والتأطير الجديد لهذا الجهاز من أجل نجاعة أدائه ، والهدف الأساس هو مساواة التعليم العربي بقرينه اليهودي في الجانب البنيوي والمضاميني على حد سواء ، وبرغم عرضه لأهم التطورات الكمية في جهاز التعليم العربي في فترة الانتداب البريطاني إلا أن المقدمة تضمنت نقدا لاذعا لنوعية التعليم العربي الذي تحاول الدولة التأسيس له . لقد أكد في مجمل النص على أهمية القيادة لأبحاث تربوية تربط بين النظرية والتطبيق في حقل التربية العربية ، إذ لم تطرح أبحاث أو أجندة بحثية تربوية تخص جهاز التعليم العربي ، وذلك نتيجة للتعقيدات والعقبات التي ولدتها الهجرات اليهودية المتتالية ومحاولة استيعاب القادمين الجدد ، هذا إلى جانب النقص في الكادر البحثي من الباحثين العرب ، إلى جانب كون الباحثين اليهود لا يجيدون العربية وعلاقتهم مع المجتمع العربي يكتنفها الشك والشك المضاد ، وهو ما نضيف إليه وجود حالة الصراع المحتدم بين الدولة والعالم العربي المحيط بها ، وعدم تشكل المجتمع العربي فيها ، ونتيجة للتوزيع السكاني العربي بكثافة أكبر في الجليل ، تقرر إقامة المعهد في أروقة جامعة حيفا ، كجزء من محاولة جديدة لتطوير نوعية التعليم العربي ، والدور الذي يجسده لفيف من الباحثين والمدرسين العرب في منطقة الشمال والدراية والاهتمام الطبيعي للجامعة بجهاز التعليم العربي كون نسبة عالية من طلابها هم من الطلاب العرب أصلا ، وأنه أكثر من نصف طلاب قسم التربية في الجامعة هم
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|