|
|
صفحة: 88
عندما يتعلم أبناء الأغلبية تعاليم الأقلية ، فالتركيز يكون على تداعيات وأرباح الأغلبية أو بما هو جيد لكلا الطرفين ، بينما الباحثون أبناء الأغلبية ينخرطون في أمور تخص الأغلبية دون أن يتطرقوا إلى تداعيات الأمر على فئة الأقلية . بكلمات أخرى ، عند بحث متغيرات تخص الأقلية العربية على يد من هو تابع للأغلبية ، فالتعامل مع الأقلية يكون كغرض والذي من الممكن التلاعب فيه على يد الأغلبية . يتم إتباع نفس الطريقة " العلمية" والتي من خلالها تنفذ السياسات والمناهج الانتهازية . الأمر ما هو إلا امتداد للسياسة نفسها التي تتوارى تحت عنوان ـ الأبحاث العلمية . يتم عمل كل ذلك من خلال النظر في مراحل الاستهلاك ، اجتياز المتغيرات وفهم النتائج وتداعياتها ، كل تلك الأمور بعيدة عن أن نكون موضوعية خاصة في مجال العلوم الاجتماعية . بكلمات أخرى ، أنا اعمل على الدفاع عن صلة الأبحاث المخصصة بأبناء الأقليات ، فعندما تصل أقلية ( أو أي فئة مختلفة حضاريا ) إلى مرحلة تستطيع معها مضاهاة الأغلبية ( أو الفئة المسيطرة حضاريا ) حينها فقط يكون بالإمكان البحث فيما هو جيد لكلا الطرفين . وحتى حينها لا يمكن طرح مثل هذا السؤال بوضوح شديد . الأبحاث المتخصصة بالسياسات المختلفة ، في غالبية المجالات داخل إطار العلوم الاجتماعية وسياساتها التطبيقية الراهنة والتي لها علاقة بالمتغيرات التي لها صلة بالأغلبية والأقلية والتي من المستحسن أن تلتزم بالأبحاث التي تخص الفئات الحضارية . بكلمات أخرى ، في مجتمع متعدد الحضارات على الأبحاث الالتزام بمجالين أساسيين . الأول هو داخلي أو منفصل– لكل فئة هويتها ، مشاكلها وتوقعاتها . الثاني هو عنصر التبادلية أو الاشتراك ، لان كليهما يتفاعلان ويقومان مع بعضهما البعض . مشكلة تعريف الهوية لا يمكن فصل هوية الفرد عن الهوية القومية – الحضارية . ففي سنوات شبابي ، أنا وزملائي كنا نعرف أنفسنا كفلسطينيين ولم أكن أعير أي اعتبارا لدولة إسرائيل فبالنسبة لي كأنها لم تكن موجودة أساسا . كنا ننتظر حدوث تغيير في وضعنا وذلك لسببين ، الأول– الدولة كانت حديثة ، وكفرد مهزوم ومجروح نفسيا لم استطع تقبل الواقع خاصة إنني كنت في سن المراهقة . في تلك السنوات لم أكن متخبطا في معرفة هويتي ، ببساطة كنت عربيا فلسطينيا وحسب . بعد المدرسة الثانوية بدأت أمر بمرحلة من التساؤلات ، فمن الناحية السياسية ، تقبلت بسرور الاتحاد بين مصر وسوريا في سنة 1958 وتوقعت أن يكون الأمر بمثابة نقطة تحول في التاريخ . في تلك المرحلة ، شعرت بأنني أميل أكثر لهويتي العربية أكثر من ميلي لهويتي الفلسطينية ، كنت دائما آمل بأن
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|