|
|
صفحة: 82
بمكانة ثقافية بالنسبة لنا وهو بمثابة امتداد للمدرسة . أحد معلمينا العظماء حذرنا في مرة انه ليس من الطبيعي أن يلتقي المعلمون بطلابهم داخل ذلك المقهى ، ولكن تلك الأيام لم تكن طبيعية أساسا وبسبب ذلك أساليب غير طبيعية تبلورت أيضا . في تلك المدرسة لم أتعلم حتى جزءا واحدا من القرآن الكريم ، ولكني تعلمت أكثر من 20 فصلا من التوراة والتي شكلت جزءا أساسيا من اللغة والحضارة العبرية ، كرهت هذا الأمر ، خاصة بعد أن استفسرت ، إثناء مكوثي في الكيبوتس ، عما إذا كان الطلاب اليهود يدرسون اللغة والأدب العربي في مدارسهم وكان جوابهم لا ، لأنهم لم يشعروا بأهمية اللغة العربية . أما نحن العرب ، فيتوجب علينا دراسة الأدب العبري وكل النصوص الأدبية التي كانت ذات أهمية للصهيونية . كان الهدف من ذلك ، أن يجعلونا نحن العرب ، نتعاطف مع الكيان الصهيوني . أذكر دراستي لمقال عن التقليد والانصهار والذي كتبه " أحاد هعام" حاول الكاتب توضيح كيف أن الشخصية اليهودية لا تنصهر بسهولة ، وكيف استطاع اليهود المحافظة على هويتهم القومية بالرغم من الحقيقة أنهم أقليات صغيرة مبعثرة داخل دول عديدة مختلفة . من خلال كتاباته حاول الكاتب تشجيع اليهود على الحفاظ على هويتهم . كان هذا هو أكثر المواضيع أهمية في سياق دراستي الثانوية ( تاريخ اللغة العربية لم يكن موضوعا اجباريا للحصول على شهادة التخرج . ( كان لذلك الامر اهمية كبيرة ولقد اغنى من تجاربي ، مشاعري وتوقعاتي من نفسي ومن العرب ككل؛ كنت افكر ، ساخرا بأنه من المؤكد انه عندما كتب أحاد هعام ما كتبه كان يفكر بي . فهو حدد من مفاهيمي وجعلها تزداد وضوحا ، كنت أشعر بسعادة عارمة بسبب التجربة المتشابهة والتي مكنت اليهود من فهم هويتهم الثقافية والتي أجبرتهم على التنافس مع الأفكار المتضاربة في ذهني . كل يوم احد كنت أقدم طلبا لتحديد التصريح العسكري لمغادرتي القرية ، فترة الانتظار هذه كانت جهنمية بالنسبة لي ، ليس فقط لان الانتظار نفسه كان يغيظني ولكن والاهم أنني بقيت اتسائل : انتظر ماذا؟ لمن؟ ولماذا؟ ساعات الانتظار هذه كانت تشعرني بالكراهية والحقد تجاه إسرائيل بأكملها . هذه السيرورات استمرت حتى سنة ؛ 1965 عندما كنت طالب سنة أولى في الجامعة العبرية . 1965 كانت السنة التي الغي فيها الحكم العسكري ، ونحن كطلاب عرب في الجامعة العبرية بادرنا وشاركنا في الكثير من الحركات والتجمهرات التي
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|