|
|
صفحة: 76
اذكر قصة الأم التي أخذت المخدة بدلا من الطفل ، فمخاوفي بالنسبة لأخي الرضيع ، وموجات اللاجئين الذين مروا بقريتنا وقصص أخرى عديدة عن الحرب وعما فعله بنا اليهود . كنت أصغي جيدا الى القصص " الطازجة ، " بالذات تلك التي كانت تتمحور حول العمال العرب الذين كانوا يزاولون عملهم داخل المدن اليهودية وكيف أنهم كانوا يعاملون بقسوة ، كلما سمعت قصة جيدة وإنسانية عن معاملة اليهود للعرب ، شككت في صدق الشخص الذي روى هذه القصة ، أو فكرت – حسنا ، ما هذه إلا قصة نادرة أخرى وما هي إلا شذوذ عن القاعدة . " ولكن ، بالتأكيد تمكن هذا الطبيب اليهودي من هز مفاهيمي ، بعد التجارب التي خضتها معه شعرت بشيء كالصدمة ، بعدم تمكني من ذاتي . دائما حاولت استعادة توازني عن طريق تعزيز نظريتي . في سنة ، 1952 مرض أخي مرضا شديدا ، كان ضعيفا جدا بسبب صغر سنة وبسبب شدة مرضه ، لم يكن بإمكاننا حمله لمسافة ميلين وإنتظار الحافلة لتنقلنا إلى الخضيرة . فقد كان هناك طبيب يملك عيادة خاصة في الطريق إلى الخضيرة؛ في قريتنا كانوا يشيرون إليه إما " كطبيب يهودي حيث البيوت الخمسة موجودة " أو " الطبيب العسكري" فقد كان يسكن احد البيوت الخمسة القريبة من بعضها البعض وكان من الممكن رؤية هذه البيوت في الطريق إلى الخضيرة . كل سكان القرية احترموا هذا الطبيب لدقة تشخيصه وعلاجه الذي نادرا ما أخطأ ، لطالما آمن الناس به . ربما أن هذا الإيمان لم يكن ينسب إلى أدائه الجيد بقدر ما كان ينسب لكونه طبيبا عسكريا ، في مرات عديدة ، كانوا يستقبلهم مرتديا الزى العسكري ولم يكن دائما موجودا في عيادته ، كما يبدو انه كان يقدم خدماته الطبية في الجيش عندما لم يكن موجودا في عيادته بالبيت . على أي حال ، كان أخي بحاجة ماسة إلى رعاية طبية أبي هرع إلى محطة الحافلات كي يعمل على إقناع الطبيب بالحصور لفحص أخي في بيتنا . كانت جدتي وأمي تصليان من أجل ان يتمكن أبي من إقناع الطبيب بالحضور إلى قريتنا ، كنت أشاركهما الدعاء خاصة عندما كانتا ترفعان صوتيهما : " يا رب أن تكون خطواتك مكللة بالنجاح" ولكن أبي كان قد غادر في الصباح وها أن الوقت بعد الظهيرة ولم يعد بعد . تجمع الكثير من الناس في بيتنا وانتظروا معنا على الشرفة يدعون أن يأتي الطبيب بمعية والدي . الجميع ما عدا أمي والتي لازمت البيت مع أخي الذي لم يقو على تحريك رأسه ولا رجليه ، الجميع اعتقدوا انه أصيب بالشلل الذي لا علاج له . شعر الجميع بالارتياح عندما فتح أبي والطبيب باب السيارة ، ركضت صوبهم حاملا
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|