سامي مرعي وفرضية الاتصال

صفحة: 74

بالميول القومية وبوادر شيوعية أولية . التخوف كان من أن تصبح الناصرة مركز الشيوعيين العرب في إسرائيل . بالإضافة إلى ذلك ، تعودنا زيارة الناصرة ، ليس فقط للتسوق وانما للحصول على العديد من الخدمات الطبية . قبل عام 1948 كنا نقصد حيفا للحصول على الرعاية الطبية الضرورية في العيادات والمستشفيات العربية هناك . ولكن أبناء قريتنا قصدوا حيفا لتلقي الرعاية الطبية هناك ، عائلتنا كانت تتلقى العلاج في مراكز كوبات حوليم ( مؤسسة إسرائيلية لتقديم الخدمات –الطبية ) هذا المركز مثل أمثالة في الدولة ، تابع لفرع الخدمات الطبية – الهستدروت وهو اتحاد العمال الإسرائيلي . كونه معلما ، كان والدي منظما جدا ولذلك كنا نتلقى كل الخدمات التي عرضتها علينا الدولة ، أهمها كانت الخدمات الطبية ، حيث عملت كمترجم في ذلك السياق . أحببت الأمر جدا ، بالذات عند اتصالي بالأطباء ، لم أكن اشعر بأنه توجب عليهم أن يكونوا لطفاء معنا لخدمة مصالحهم الاقتصادية لأننا لم ندفع لهم مقابل خدماتهم لنا ، فالأمر كان مجانيا بسبب التامين الطبي ، والأطباء كانوا يعملون لصالح كوبات – حوليم . الممرضات كن فظيعات ، فقد كن يتجاهلن العرب وكن يزودن المرضى بالدواء بدون اكتراث أو هكذا شعرت على الأقل . لم أحاول تبرير مواقفهن لان النظريات التي بلورتها في ذهني كانت دائما في متناول يدي . كنت دائما أفكر " حسنا ، ماذا تتوقع من الإسرائيليين عندما يتعلق الأمر بالعرب . " بعد ذلك ، بدأنا نتعرف على طبيب العائلة عن كثب ، وهو دائما قد عبر عن اهتمامه بنا . وكان صبورا في تعامله معنا بالرغم من كونه ، كغيره من موظفي كوبات - حوليم مشغول جدا بطبيعة عمله . كذلك كنت أترجم ما كان يتفوه فيه لأفراد عائلتي وبالعكس . ولكن مع هذا الرجل بالتحديد كان الأمر مختلف فكان يحب التكلم عن خلفيتنا ويشذ عن الحدود المهنية ، وكان يشاركنا بخلفيته أيضا ، ما زلت أتذكر قصصه كيهودي ألماني ومعاناته الشخصية ومعاناة اليهود في أوروبا لن أنسى أبدا تعليقاته بالنسبة للحرب . كان يقول لنا : " في الحرب يتحول البشر إلى وحوش وبعضهم يبقى كذلك ، " بعد ذلك آمنت بكل ما قاله لي والذي فسر لي العديد من الأمور . كان الطبيب يبدي إعجابه بلغتي العبرية وكان يعبر عن تمنيه بان المدارس في الخضيرة ستشرع في تعليم اللغة العربية لأطفالها ولجميع الطلاب . هذه

السابق:  |  التالي