sso
| أهلاً بك زائر - دخول | حسابي | رف كتبي | مجلد المضامين الخاصة بي
 موقع فهرست
صفحة: 71

روح المنافسة كانت تراودني على الدوام ، ففي مراحل حياتي المختلفة فان هذه المنافسة قد اتخذت لها أشكالا وألوانا عديدة . ولكنني كنت دائما اشعر بالضغط الذي فرض علي لتقبل تحديات التميز والامتياز . أمر اخر كان يشعرني بالغربة بالنسبة لمدرستنا ، فإسرائيل لم تكن تذكر البتة داخل دهاليز المدرسة ولكن الان ليس هنالك ما نتعلمه سوى كل ما يخص إسرائيل واليهود . المعلمون كانوا يمتدحون إسرائيل وانجازاتها العظيمة وكذلك مواقفها الإنسانية وسياستها تجاه العرب . كل شيء كان يبدو غريبا ولكنه مستحيل بالنسبة لي . " لماذا شعرت بالاختلاف" كنت دائما أتساءل اذكر في مرة إني قد سألت الأستاذ إذا كان بالفعل يعني ويشعر بما كان يقوله لنا . فكان جوابه- "اسكت" وفعلت . ذات مرة حضر المعلمون إلى بيتنا للحديث وللعب ( الشيش بيش . ( كالعادة جلست هناك وهم كانوا ينظرون إلي بدهشة لجلوسي في صحبة كبار السن . بعد ذلك قام أبي بقطع الهدوء وطلب مني المغادرة بسبب نيتهم مناقشة أمر ليس من اللائق بي سماعه ، شعرت بالغضب الشديد وتركت الغرفة وانأ غضبان ولكنني وقفت من وراء الباب واسترقت السمع فهم قاموا بمناقشة أحداث سياسية وثقافية كالمعتاد وفي ذلك الحين كنت أدرك جيدا ماذا يفكر كل وحد منهم . كما يبدو أنهم لم يودوا أن استمع إلى حديثهم لأنهم وللمرة الأولى لم يكونوا يتحدثون بصدق . سألت أبي عن رأيه في الأمر ، وقال لي بأن تلك هي أوامر المسؤولين عن سلك التعليم شعرت بالذهول عندما قال لي بأنه هو أيضا يتصرف بنفس الطريقة فهو أيضا يتفوه بأمور لا يؤمن بها داخل إطار المدرسة . حتى ذلك الحين ، لم أكن أتخيل بان أبي قادر على الكذب في المدرسة أو حتى في إي إطار أخر . لذلك فان الصورة التي كونتها في رأسي والتي كنت من خلالها أكن له الاحترام والتقدير وللمعلمين ولكن هذا التقدير انهار تماما ، ليس فقط لأن المعلمين الجدد كانوا يفتقرون إلى المعرفة ولكنهم أيضا قاموا ببيع مبادئهم . وكان ذلك حديث الجميع في القرية ، هؤلاء المعلمون صغار السن علموا جميع الأطفال أن ينسوا من هم أصلا؛ وإنني لأعجب : لماذا لم يقم احد بلوم أو شتم أبي مثله مثل بقية المعلمين . أبي كان يفسر الأمر لي بقوله بأنه كان يزاول عمله في سلك التدريس فبل قبل قيام دولة إسرائيل أساسا وبأنه لا يدين لإسرائيل بشيء . هذا الأمر جعلني اشعر بالطمأنينة وبنوع من الارتياح ، ولكن الأمر كان مذهلا بعض الشيء ، كان من الصعب علي رؤية أبي يعترف بأنه كان يكذب مثله مثل الآخرين عندما كان يتعلق الأمر بدولة إسرائيل داخل إطار المدرسة . القشة التي قصمت ظهر البعير ، هي ما حدث يوم الاحتفال ب ( استقلال دولة

دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר


 لمشاهدة موقع فهرست بأفضل صورة وباستمرار
مطاح، مركز التكنولوجيا التربوية، شركة لفائدة الجمهور © جميع الحقوق محفوظة لمركز التكنولوجيا التربوية وللناشرين المشاركين
فهرس الكتب أنظمة المكتبة حول المكتبة مساعدة