|
|
صفحة: 69
الضغط الذي مارسوه علينا ؟ كما يبدو ، منطقهم كان يختلف عن منطقي . كنت مسرورا جدا لان المدارس عادت لفتح أبوابها ، كنت فرحا وكنت أتطلع بفارغ الصبر للرجوع إلى المدرسة ، فللتعليم ألان معنا جديدا بالنسبة لي ، حيث أشعر أن بإمكاني أن اصبح أكثر قوة ، وبأن بإمكاننا جميعا أن نصبح أكثر ذكاء وبأن نتخلص من شعورنا بالتجاهل والإهمال والذي عاد علينا بالكثير من المآسي . كنت في الثامنة من عمري في الصف الرابع ، حسب قانون التعليم الإلزامي في فلسطين كان من المفروض أن أكون في الصف الثاني ، ولكني دخلت إلى المدرسة باكرا قبل جميع أبناء جيلي . كانت المدرسة تابعة لأبي : اقصد بان أبي كان مديرها ، ولكنني شعرت بمساوئ الأمر ، فعندما كان الأمر يتعلق بالرياضة ، والمصارعة ، أو بأي فعالية أخرى لها علاقة ببذل جهد جسماني كنت اشعر بالتقصير عن زملائي في هذا المجال ، على أي حال ، هذه المواضيع ذات أهمية كما هو حالها ، ونضجا من الناحية الاجتماعية ، من الممكن أن أعزو الأمر لكوني كنت استمتع بصحبة كبار السن . في البداية كانت المدرسة عادية ، ما عدا أمرين – كان غالبية المعلمين شبانا ، وان بعضهم كانوا صغيري السن الى درجة أن شواربهم لم تنم بعد ، في الواقع كنا في بعض الأحيان نفتقر الى مدرسين بسبب رحيلهم عقب قيام دولة إسرائيل ، لذلك كان العديد من المعلمين من صغار السن فأعمارهم كانت تتراوح ما بين الرابعة عشرة والخامسة عشرة أو ممن تخرجوا للتو من المدارس الابتدائية . بعضهم كان قد بدأ الدراسة في المدرسة الثانوية دون أن يتسنى له التخرج منها ، هؤلاء المعلمون كانوا يشغلون الوظائف الشاغرة دون أن يكونوا مؤهلين بما فيه الكفاية لمزاولة مهنة التدريس فقد كانوا يقضون احتياجات المدرسة والهيئة التدريسية دون أن تكون لهم مساهمة في عملية تطوير العملية التعليمية ، وهذا الصنف من المعلمين ما زالوا حتى يومنا هذا يزاولون عملهم في مدارسنا وبسببهم تبقى العديد من مدارسنا العربية مفتقرة إلى الجودة . لم نكن لهم الاحترام فقد كانوا صغار السن بحيث كان يصعب علينا اعتبارهم معلمين اكفاء . وعلى الأغلب لم نكن نحبهم بسبب استعمالهم المفرط للعنف وذلك للتعويض عن صغر سنهم ، وقلة خبرتهم ومحاولة منهم لإسكاننا . الأمر الجديد الأخر في مدرستنا كان – اللغة العبرية فجأة ، شرعوا بتدريسنا اللغة العبرية ، اذكر كيف كان الأمر يضحكنا وكيف كنا نهزأ باللغة العبرية والتي كانت في نظرنا ، مجرد امتداد مضحك للغة العربية . تعودنا أن نقول ضاحكين " إذا أردت تكلم اللغة العبرية فتكلم العربية بشكل مضحك . " جدتي لم تكن تستلطف سخريتي أنا ورفاقي من اللغة العبرية ، وذلك ليس
|
دراسات المركز العربي للحقوق والسياسات ע"ר
|
|